38serv

+ -

 إنّ القول بعدم مساواة المرأة للرّجل بسبب ما جاء في القرآن الكريم: {يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} النّساء:11، فهو ليس مطلقًا في جميع الحالات. فقد نصّ القرآن على المساواة في الإرث بين الأمّ والأب من ولدهما، فيما إذا كان لولدهما أولاد ذكور، وعلى المساواة كذلك في الإرث بين الأخت والأخ لأمّ إذا لم يكن لأخيها أصل من الذّكور ولا فرع وارث.أمّا سبب عدم المساواة في الإرث بين أولاد المتوفى الذّكور والإناث فهو: “مسؤولية الإنفاق” عند الاقتضاء على مَن تبقّى من أسرة المتوفّى. وهذه المسؤولية تقع على عاتق الذّكور دون الإناث.وكذلك الزّوج يرث من زوجته ضعف ما ترثه هي منه لو كان هو المتوفّى، وذلك لأنّ الزّوج مسؤول عن الاستمرار في الإنفاق على الأولاد، والمرأة غير ملزمة بذلك، بل نفقتها واجبة على زوجها كما قلنا ولو كانت هي غنية وهو فقير. إذًا فهي درجة طبيعية لابدّ منها لكلّ مجتمع من المجتمعات، وليس من الحكمة أن يترك أيّ مجتمع دون أن يعرف له رئيسًا يرجع إليه في الرّأي وعند الاختلاف وفي مهام الأمور. وتبقى المرأة قلب المجتمع وتبقى “الدّنيا متاع وأحسن متاعها المرأة الصّالحة”، كما جاء جليًّا عن سيّدنا محمّد رسول الثّقلين عليه أفضل الصّلاة وأزكى التّسليم.فالمرأة الصّالحة لا تريد أبدًا التشبّه بالرّجال، بل تريد أن يقام لها كلّ اعتبار وكلّ ميزان كأمّ تربّي الأجيال الصّاعدة للقيام بواجبات العقيدة السّمحة وحاجيات الإنسانية في جميع الميادين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات