قبل أيام قليلة تحلّ الذكرى الثانية على رحيل فنان القلوب العاشقة الشاب عقيل، وسط دوامة من الشكوك التي أعادت فتح التحقيق في وفاة الفنان بالمغرب، عدة مرات بطلب من عائلته. كان حادث وفاة ابن حي حلايمي مدينة مليانة فاجعة يوم 15 جوان 2013 الخبر الأكثر حزنا. شقّ الشاب عقيل بصوته الهادئ الحساس مسيرة إبداعية قصيرة ولكنها توجت بلقب مغني الإحساس، بعد إصدار ستة ألبومات غنائية شارك فيها عقيل كمغنٍ وملحن وحتى كاتب كلمات، حيث أصدر أول كامل سنة 2009 بعنوان “سالم”، ودفع نجاح الألبوم الفنان حينها إلى شغف إصدار ألبوم ثان وذلك بعد أقل من سنة واحدة، ليغني عقيل “ديرولها لعقل” سنة 2010، وقد اختار هذه الأغنية عنوانا لألبومه الذي عرف نجاحا كبيرا وجعله بحق يزاحم مغني الراي عرش النجومية، حيث تحول إلى ظاهرة في الأغنية الرومانسية الجزائرية تعيد روح الإبداع إلى عهد الشاب حسني، لما نلمسه من قوة في الأداء الصادق في أغانية وألبوماته، من أولها إلى آخرها الذي صدره له في سنة رحيله 2013 بعنوان “جاك المرسول”.لا تزال أغاني الشاب عقيل تحظى بإعجاب الجزائريين، فهي تحقق على موقع اليوتوب مشاهدات عالية تحسب بالملايين، كما يمكن أن نلمس تعلق الأذن الجزائرية بالإبداع الموسيقي والفني الذي قدمه عقيل طيلة مسيرته الفنية عبر التعليقات القوية التي تحيي إبداعه وحرصه على خدمة الفن والأغنية الجزائرية، فقد كان منذ أن أطلق ألبومه الأول في سن الـ13 مولعا بالشاب خالد والشاب مامي والشاب حسني. وقد دفع نجاح الشاب الهادئ الخلوق، كما يصفه زملاؤه، على المستوى الجزائري للسفر والبحث عن العالمية، ليخطو مسيرة كبار نجوم الراي الجزائيين ويقرر الاستقرار في فرنسا حيث أحيا العديد من الحفلات للجالية العربية.اليوم يرقد الشاب عقيل بمقبرة “سيدي عبد القادر” بخميس مليانة، ومع اقتراب موعد الذكرى الثانية لرحيله لم تسكن حقيقة الحادث الذي وضع حدا لحياة فنان جميل، انحرفت به السيارة رفقة زوجته وصديقه ناصر في آخر رحلة له بالدار البيضاء المغربية، إلا أن القدر شاء أن تخمد روح عقيل بينما نجا ابنه الذي كان جنينا عند الحادث. ولد عبد القادر كاسيدي، المعروف في عالم الفن بالشاب عقيل، في 7 جوان، وعاش أغلب حياته فقيرا، ورحل بعد أسبوع فقط من احتفاله رفقة عائلته بعيد ميلاده الأربعين. وقد أثار الحادث الكثير من الشكوك عندما تحدث محامي عائلته خالد لازبير عن وجود لبس وغموض في أسباب الوفاة ما دفع وكيل الجمهورية لدى محكمة خميس مليانة بولاية عين الدفلى، لإصدار أمر باستخراج جثة الراحل وإعادة تشريحها، في تحقيقات لم تكشف نتائجها النهائية إلى غاية الآن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات