38serv

+ -

وصف المفكر والمؤرخ الفرنسي، إيمانويل تود، المسيرة الجمهورية الضخمة التي نُظمت في باريس يوم 11 جانفي الفارط، بالأكذوبة، وأثار كلامه ضجة كبيرة في أوساط الإعلام الفرنسية، وفي أوساط الديانة الكاثوليكية بالأخص، حينما اعتبر ذات المسيرة التي نظمت من أجل الدفاع عن حرية التعبير، بأنها معادية للإسلام، الأمر الذي أثار سُخطا كبيرا ضده. واتهم “تود” الديانة الكاثوليكية بأنها تقف وراء “كل المآسي التي عرفتها فرنسا خلال الأربع أشهر الأخيرة”.يثير، منذ أمس، في فرنسا، كتاب الباحث إيمانويل تود، الصادر اليوم الخميس في باريس عن منشورات “لوسوي” بعنوان “من هو شارلي؟... تشريح أزمة دينية”، جدلا حادا، لما حمله من انتقادات للطبقة السياسية والمثقفة الفرنسية بخصوص مسألة تعاملها مع الإسلام وقضية “شارلي إيبدو”، حيث اعتبر أن المشاركين في مسيرة الجمهورية الضخمة التي نظمت في باريس عقب الاعتداء الإرهابي على صحيفة شارلي إيبدو، بالأنانيين والمعادين للإسلام، ووصفهم بـ”الكاثوليكيين الجدد”. وبحسب “تود”، فإن المشاركين في هذه المظاهرة “خرجوا للبصق على ديانة الضعفاء”.وقال تود، أمس، وهو يرد على منتقديه: “لقد دافع هؤلاء عن حق السخرية من شخصية أساسية بالنسبة للإسلام (...) إن هذه المسيرة معادية للإسلام”، مضيفا: “إن إضفاء الطابع الشيطاني على الإسلام يستجيب لحاجة جوهرية بالنسبة لمجتمع ابتعد بشكل كامل عن تعاليم المسيحية، ولجأ لمسيحية راديكالية”، موضحا في حوار مع صحيفة “لونوفيل أوبسيرفاتور”، يومين قبل صدور كتابه، أن “فرنسا شارلي إيبدو تثير لديه حالة من التقزز والعار”. وصرح أن الرسومات المسيئة للرسول (ص) خلقت حالة من الحقد في المجتمع الفرنسي، الأمر الذي أثار حفيظة الكاتب الصحفي موريس زفران، الذي اعتبر في مقال نشره على موقع “شالنج” أن إقدام “لوبسيرفاتور” على نشر كلام “تود” يعد بمثابة خيانة لأفكار الآباء المؤسسين للصحيفة بالأخص جان دانيال، وجاك جوليار. ومن جهته وصف الفيلسوف المتطرف آلان فينكيكلرولت كتاب “تود” بعبارات غير لائقة، وانتقد بدوره الصحيفة الفرنسية التي نشرت حوارا مطولا مع الكاتب مع بعض فصول الكتاب.وتزامن صدور كتاب تود، ومواقفه المناهضة لكل أشكال العداء للإسلام في فرنسا، مع مقاطعة أكثر من مائة وخمسين روائيا عالميا تنتمي غالبيتهم للعالم الأنجلوساكسوني، حفل تسليم جائزة “البان كلوب” لحرية التعبير لصحيفة “شارلي إيبدو”، وانتقدوا خيارات الصحيفة الساخرة التي استنكرت الديانة الإسلامية في عدة مناسبات.وكرد فعل أولي خصصت صحيفة “شارلي إيبدو”، الصادرة نهار أمس، صفحتين للرد على إيمانويل تود، وعلى الروائيين الذين قاطعوا حفل توزيع جائزة “البان كلوب”. ومن جهته وصفت يومية “ليبراسيون” في عددها الصادر أمس كتاب إيمانويل تود “بالكفر ضد مسيرة 11 جانفي”. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات