يعتبر سرطان المعدة من السّرطانات الخبيثة التي تغزو جسم المصاب بسرعة ملحوظة، يمس بطانة المعدة وتتمثل بداياته في تقرّحات وآلام والتهابات خفيفة على مستوى المعدة لا يعيرها المصاب أهمية كبيرة، لتتطور وتصل الحالات مصالح الطب في مراحل متقدمة من الإصابة، مما يفسّر كثرة وفيات هذا النوع من السرطان الذي يعتبر الثالث عالميا وبوفيات قاربت 800 ألف حالة عبر مختلف دول العالم، خاصة مع صعوبة علاجه بسبب تشخيصه المتأخر وفي مراحل جدّ متقدّمة من الإصابة، حيث لا توجد أعراض مبكرة لسرطان المعدة.
وعن وضعية الداء بالجزائر أكد لنا البروفيسور امحمد نخموش، رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مايو بباب الوادي، أنه ثاني سرطانات الجهاز الهضمي بعد القولون عند الجزائريين، كما أنه يحتل الرتبة الرابعة ضمن مجموع السرطانات التي تصيب الرجل الجزائري بعد كل من القولون، الرئة والبروستات، ونفسها ضمن سرطانات المرأة بعد سرطانات الثدي، عنق الرحم والقولون، مع تسجيله لحوالي 3000 حالة جديدة سنويا بالجزائر، موضحا أن معظم الحالات تصل في مراحل متقدمة من الإصابة، والسبب في ذلك ممثل في إهمال المصاب للأعراض التي تظهر عليه، والتي تشبه إلى حدّ كبير أعراض قرحة المعدة ـ يقول نخموش ـ وهي الأعراض التي يتغاضى المريض الجزائري عن الكشف عليها كونها أعراض خفيفة، وحين تزيد حدتها ويصل الأمر حد ظهور عرض النزيف الدموي يكون الداء قد استشرى، وهو ما يفسّر اكتشاف غالبية حالات سرطان المعدة عندنا في مراحل متقدمة من الداء، ليضيف محدثنا قائلا أنه من النادر أن يتم الكشف عن الداء في وقت مبكر وفي بداياته، وإن حصل فيتعلق الأمر عادة بالحالات الوراثية التي عادة ما يخضع فيها كل أفراد العائلة المعنية بالداء لمتابعة طبية منتظمة، وبالتالي فإن تم اكتشاف إحدى الحالات يتم ذلك مبكرا، علما أن هناك عائلات بأكملها معنية بسرطان المعدة لأسباب وراثية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات