تتسبب البرودة الشديدة في مشاكل صحية لا حصر لها قد تصل حدّ الموت، من بينها زيادة تخثر الدم الموجود في الشرايين، لتتفاقم أمراض القلب والشرايين، مما يجعل الشخص عرضة للجلطات القلبية والسكتات الدماغية وقصور في عمل القلب، كما تتوسع مضاعفات البرد الشديد وتشمل العظام متسببة في تراخيها وتقلصها مما يؤدي للإصابة بأشد أنواع أمراض العظام والمفاصل، التي تقعد صاحبها عن الحركة ناهيك عن مضاعفات أخرى.شهدت مختلف مدن الجزائر على غرار غالبية دول العالم موجة برد شديد لم يعرف لها مثيل من قبل، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا أكدت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية أن درجات الحرارة انخفضت لتصل إلى 50 درجة تحت الصفر، متسببة في عاصفة قوية عرفت باسم الدوامة القطبية، مثلها تيار من الهواء البارد يلف حول الغلاف الجوي فوق القطب الشمالي، كما تأثرت مختلف مناطق العالم من هذا المنخفض الجوي الشديد على غرار فرنسا وإنجلترا، وفي الجزائر التي مستها هذه البرودة الشديدة، دعت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في بيان لها، المواطنين إلى اتخاذ جملة من الاحتياطات لتفادي مضاعفات موجة البرد القارس التي اجتاحت الوطن وينتظر تكررها في هذا الشتاء والتي من شأنها أن تؤدي إلى الوفاة، حاثة على استشارة الطبيب أوالاتصال بالإسعاف فورا في حالة التعرض لمضاعفات صحية بسبب البرد، مذكرة بالسعي للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، الذي من شأنه أن يخفف من مضاعفات البرد الشديد.
ومن بين آثار موجات البرد الشديد سرعة انتشار أمراض الجهاز التنفسي، وبشأنها أكد لنا البروفيسور نافتي سليم اختصاصي الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن المتسبب الرئيسي لها هو لجوء الأشخاص إلى الأماكن الدافئة سواء بالعمل أوبالبيت احتماء من البرد الشديد، مع إغلاقهم للنوافذ والأبواب، مما يتسبب في عدم تغيير الهواء وهي الظروف التي تتكاثر فيها الجراثيم والفيروسات، وعليه يقول نافتي”تكثر العدوى داخل هذه التجمعات التي تنتقل من الشخص المصاب بزكام إلى غيره، عبر قطيرات مجهرية حاملة للفيروس، تصدر عنه عند العطس، مضيفا أن درجة حرارة جسم الإنسان التي تبلغ 37 درجة مئوية، تعتبر خير وسط لتكاثر الفيروسات، وهو ما يسبب له ضيقا في القصبات الهوائية وبالتالي صعوبة في التنفس مع إصابته بحمى، وهي حالة يقول نافتي يمكن أن تمر بسلام عند شخص عادي، أما عند فئات الأطفال وذوي الأمراض المزمنة والمرأة الحامل وكذا الشيوخ فتسلبهم المناعة وتعطي أمراضا خطيرة قد تسبب لهم الموت، وبالتالي يلحّ محدثنا على ضرورة استفادة هذه الفئات من اللقاح المضاد للزكام، لأنه حتى وإن أصابتهم العدوى تكون أقل ضررا، مشيرا إلى اتقاء التنقل المفاجأ من درجة حرارة عالية إلى درجة باردة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات