اقترحت المحامية سيران أطيش، مؤسسة مسجد “ابن رشد - غوته” الليبرالي في برلين، فكرة فرض ضرائب على المسلمين من رواد المساجد، على غرار ضريبة الكنائس للمسيحيين، بهدف ضمان تمويل داخلي للمساجد في المدن الألمانية، بدلًا من التمويل الخارجي للكثير منها عبر دول خارجية مثل تركيا، أو عبر مؤسسات تابعة لدول مثل السعودية ودول خليجية أخرى.وقالت سيران أطيش في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية: “كل ما تحتاجه المساجد من الممكن تدبيره في المستقبل من الأعضاء أنفسهم”، في إشارة إلى النقاش الساخن الّذي يجري في البلاد حول مدى تأثير الخارج على المساجد وروادها عبر تمويلها ماليًا.وتجمَع الدولة الألمانية ضرائب الكنيسة من أتباعها طواعية، أي أنّ كلّ مَن يسجّل نفسه بأنّه تابع لكنيسة معيّنة، عليه أن يدفع ضريبة الكنيسة في إطار الاستقطاعات الضريبية مع الراتب الشهري، أو مع تصفية الحسابات السنوية مع دائرة الضرائب.وتمّ مناقشة موضوع التمويل الذّاتي للمساجد عدّة مرّات في محافل عديدة، كان آخرها “مؤتمر الإسلام” الشهر الماضي تحت إشراف ورعاية وزارة الداخلية. حيث يؤيّد التحالف الحاكم الّذي يتألف من المحافظين بزعامة ميركل والاشتراكيين، الفكرة، قال نائب رئيس كتلة حزب ميركل في البرلمان الألماني تورستن فراي في تصريح لصحيفة “فيلت” إنّه يؤيّد الفكرة لأنّها تهدف إلى تحرير المساجد من تبعية الارتباط بالخارج عبر تمويلها. كما يؤيّد هذه الفكرة عضو لجنة الشؤون الداخلية في كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان الألماني بوركهارد ليشكه ويعتبرها أساسًا جيّدًا لنقاش واسع حول الموضوع.من جانبه، لا يجد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا صعوبة في التّعامل مع الفكرة بإيجابية، إلّا مع اختلاف بسيط في تسمية الضريبة، حيث يقول عبد الصمد اليزيدي، أمين عام المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا في تصريح لـ “دويتشه فيله” إنّ تسمية “ضريبة مسجد” قد لا تجد قبولًا لدى المسلمين، ولكن تسمية “زكاة المسجد” تجد رواجًا واسعًا بينهم وسهل القبول بها. كما يشترط اليزيدي أن تكون الضريبة أو زكاة المسجد طواعية وغير إجبارية على المسلمين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات