مجيد: لوبان أعاق ابنته عن الترشح للرئاسيات

38serv

+ -

ما هو تعليقكم على القطيعة بين ماري لوبان ووالدها؟ أعتقد أنها قطيعة ممنهجة، والسيناريو جاهز أن حزب الجبهة الوطنية حزب يريد البقاء في المشهد الإعلامي، خاصة بعد كل ما حصل، هذا لا يمنع أن البنت قررت أن تتخلص من الأب نهائيا منذ فترة طويلة، ولكن في اعتقادي أن ذلك اليوم (الفاتح ماي) كان بمثابة تتويج لهذا الطلاق الذي كان معلنا عنه منذ فترة طويلة، بالنظر إلى ما كان يطالب به الجيل الجديد في حزب الجبهة الوطنية لمارين لوبان، إذ دخلت هذه الأخيرة مرحلة إبعاد منطق الشيطنة عن الحزب ومحاولة استقطاب كل الأصوات من الأحزاب اليمينية ومن الوسط وحتى من اليسار ومن أقصى اليسار لتعزيز الحزب، ومن شوش على ذلك هو الوالد.اليوم نرى تصادما بين جيلين إن لم نقل ثلاثة، بذكر الحفيدة ماريون ماريشال لوبان، فأي من هذه الأجيال في نظركم سيحقق انتصارا؟لابد أن نتفهم موقف جون ماري لوبان الأب، أنا لا أشاطره الأفكار طبعا، ولكن غريزة البقاء شيء موجود عند كل كائن بشري، أقصد بأنه هو مؤسس الحزب، وكان عندما يظهر على الشاشة يستمع له الآلاف، ووجد نفسه أمام ابنته التي تحاول إقصاءه كلية من الساحة، مثلها مثل مسألة النجومية، فعندما يكون الإنسان نجما مشهورا وفجأة يتقدم في السن يصاب بالانهيار العصبي ويدخل في مرحلة إدارة ما بعد النجومية وإدارة ما بعد الاهتمام، وهو ما يعد أمرا كارثيا بالنسبة للشخصية القوية مثل جون ماري لوبان الذي أصبحت لديه اليوم شخصية ضعيفة أمام إصراره على البقاء، وهو يقول إنه رئيس شرفي، وفي الحقيقة هو عكس ذلك، واليوم قررت ابنته عزله والتخلص منه، وأصبح الجيل الجديد هو الفائز منذ البداية، فعندما تجرأت البنت وتحدت والدها وقاطعته في مثل هذا اليوم 1 ماي الذي من المفترض أن يكون يوم الجبهة الوطنية، لكن الأب أصبح عثرة أمام تقدمها في الرئاسيات القادمة، وهذا هو الإشكال الكبير بالنسبة لها، إذن فالجيل الجديد اتخذ قراره ولن يتراجع عنه، ومسألة التخلص من جون ماري لوبان أمر محسوم.من المرتقب أن يجتمع المجلس التنفيذي لحزب الجبهة الوطنية لليمين المتطرف هذا الاثنين، من أجل الفصل في العقوبات التأديبية لجون ماري لوبان. فما ترجيحاتكم حول العقوبة التي قد يصدرها المجلس في حقه كرئيس شرفي؟أعتقد أن العقوبة الوحيدة هي ما قالته مارين لوبان وما قاله الكثيرون من مساعديها داخل الحزب: لا بد لجون ماري لوبان أن يبتعد كليا عن الحزب أي الإقصاء، ممكن أن يكون رئيسا شرفيا للحزب أو عضوا فيه شريطة أن لا يتدخل في شؤون الجبهة وأن لا يحاول الإدلاء بأي تصريحات، فالقرار التأديبي واضح، ومارين لوبان عازمة على إبعاده عن الانتخابات الجهوية القادمة ومنعه من المشاركة فيها باسم الحزب، ومتيقنة بأنه من الجيل القديم وقد قام بواجبه إلى حد الآن، وهي اليوم على رأس الحزب منذ 4 سنوات، ولن تتراجع عن هذا القرار، ما يفسر أن الجيل الجديد قد حسم موقفه في هذا الصدد، ولا يمكن لجون ماري لوبان العودة إلى الساحة والتحدث كرئيس شرفي لحزب الجبهة الوطنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات