الجزائــــر متأخــــرة في تقنيــــات عـــــلاج سرطـــــان الجلــــــد

 أوضح البروفيسور عمر خشمون، الأخصائي في أمراض الجلد بجامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، في حوار خص به “ الخبر”، على هامش تنشيطه اليوم الدراسي والتكويني حول “سرطان الجلد” بولاية سكيكدة، أن  الجزائر لا تحتكم إلى الآليات الحديثة في معالجة أمراض سرطان الجلد، مؤكدا استعداده لتلبية الدعوة بالعودة إلى الجزائر إن طلب منه ذلك.بداية من هو عمر خشمون؟ عمر خشمون من مواليد بلدية عين قشرة، غربي ولاية سكيكدة، متحصل على شهادة دكتوراه في الطب من معهد العلوم الطبية بجامعة قسنطينة، نلت اختصاصا في أمراض الجلد بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في الأمراض الجلدية، حائز على شهادة المجلس الأمريكي لأطباء أمراض الجلد، واختصاص في معالجة أمراض سرطان الجلد باستعمال أشعة الليزر في تعيين “الميكرو سكوبي” تحث المجهر للعينات الجلدية، واختصاص في قرح الرجلين وقرح الأعضاء وضعف الدورة الدموية في الرجلين، أستاذ في جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وأستاذ بجامعة الملك سعود بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ألقي عدة محاضرات في مختلف دول العالم، كما أقوم بالتدريس بأحد معاهد أمريكا أيضا.ما هي آخر التقنيات في معالجة مرض سرطان الجلد في العالم؟   علاج سرطان الجلد تطور كثيرا، نجد مثلا الجراحة المجهرية للجلد، والموجودة بالخصوص في أمريكا، خاصة معالجة سرطان الجلد في المناطق الحساسة، مثل الوجه والأنف والأذنين، والذي يكون عن طريق جراحة خاصة تسمح بنزع الخلايا السرطانية وترك الخلايا السليمة حول السرطان وتسمى هذه الطريقة “موز أم أو أش أس”، وهي منتشرة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والقليل من الدول الأوروبية، وهناك أيضا الآن أدوية في شكل مراهم، تستعمل في علاج أمراض السرطان السطحية والتي لم تتطور كثيرا. لكن التطور الجميل هو الجراحة المجهرية المتطورة والمعروفة لحد الآن في أمريكا فقط ولم تصل حتى إلى أوروبا، والمجهود حاليا مركز على الدواء والجينات التي تتحكم في أنواع السرطان وحتى نصلحها ونعدلها ونتحكم في سرعة وتطور السرطان وعلاجه، إضافة إلى ما يسمى بعلاج “الصورة الديناميكية”، حيث يكون العلاج عن طريق استعمال مراهم ومحاليل خاصة توضع على البقع السرطانية أو ما قبل السرطانية.      يعني هناك آليات جديدة تعتمد في الولايات المتحدة فقط؟ كل ما يطور في أمريكا يصل بسرعة إلى أوروبا، حيث إن بعض الآليات الجديدة في معالجة مرض سرطان الجلد موجودة أيضا في أوروبا، لكن لا أظن أنها موجودة في الجزائر التي تبقى بعيدة عن التحكم في هذه الآليات الحديثة، ولكن أيضا هناك استثناءات مثل الجراحة المجهرية المتطورة في أمريكا، التي لم تصل إلى أوروبا ولم تستعمل إلا نادرا، فأصبحت تختص بأمريكا فقط.هل تواكب الجزائر التقدم المسجل في علاج سرطان الجلد؟ (يرفض الإجابة عن السؤال)ما هي أخطر الأمراض الجلدية الأكثر انتشارا في العالم؟ الأمراض الجلدية الخطيرة الأكثر انتشارا في العالم هي مرض سرطان الجلد بكل أنواعه، من بينها السرطان المعروف بـ”بازوسليلاغ” من الطبقة القاعدية للطبقة الجلدية العليا، و«سبينوسيليلاغ” من الطبقات فوق القاعدية في الجلد، و”الميلانوم” المتكون من الخلايا المسؤولة عن تلوين الجلد، وهي من أخطر سرطانات الجلد، وهناك أنواع أخرى عديدة من سرطانات الجلد. أما أسبابها فتعود للإكثار من التعرض لأشعة الشمس واستعمال الغرف الصناعية للشمس، وتمضية وقت طويل في البحر خلال الصيف من غير وقاية الجلد بمراهم تمنع الاحتراق وخطر الأشعة البنفسجية في الجسم.ما هي المناطق التي تتمركز فيها الأمراض الجلدية الخطيرة في العالم؟ سرطان الجلد هو أخطرها، وأمريكا معروفة بكثرة الأمراض الجلدية وأستراليا كذلك، فبالإضافة إلى العوامل المذكورة آنفا والمتسببة في ارتفاع الأمراض الجلدية، توجد عوامل وراثية. هناك في الجزائر أمراض لها عوامل وراثية على غرار سرطان “زيروداما بيكمنتوزن”، وعندنا حالات كثيرة في الجزائر وبنسبة معتبرة، خاصة في الغرب الجزائري بمدينتي سيدي بلعباس ووهران، وعلى مستوى الشرق الجزائري بمنطقة تمالوس في سكيكدة، حيث شاهدت إحدى الحالات مؤخرا، ويكون السكان هناك لهم قابلية للإصابة بهذا المرض أكثر من عامة الناس. ما هي أسباب هجرتكم وعملكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وهل أنتم مستعدون للعودة إلى الجزائر؟ الهجرة كانت بنية التحصيل العلمي الجيد، وحتى أتمكن من الحصول على آخر المعلومات في ميدان تخصصي، وتكون لي فرص كثيرة للبحث والتدريس في الجامعات والعمل في مستشفيات راقية، والاحتكاك مع التكنولوجيا ومع المفكرين والمبدعين، وإنشاء الله وبنية مخلصة أريد أن أعين أهلنا وأهل بلدنا وأهل الأمة كاملة، متى استدعيت ومتى سمحت الفرصة، وطبعا أريد وأفكر في الرجوع لبلدي، حتى أعين أهل بلدي وأساهم في تطوير البحوث وعلاج الأمراض الجلدية.