“أنا شارلي” و “أنا لست شارلي” تلهبان مواقع التواصل الاجتماعي

+ -

 لا تزال حادثة الهجوم المسلح على مقر صحيفة “شارلي إيبدو”، وكذا عملية اختطاف الرهائن في متجر يهودي في العاصمة الفرنسية باريس،  تصنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما تبنى بعض رواد هذه المواقع من الجزائريين شعار “أنا شارلي” على طريقة الفرنسيين، أو “أنا مسلم ولست لا شارلي ولا إرهابي” اعتبر الأغلبية أن ما حدث للصحيفة جريمة، لكن المسلمين ليسوا بحاجة لتبرئة أنفسهم.اختارت نسبة كبيرة من الفرنسيين والغربيين التضامن مع الصحيفة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كـ«تويتر”  و«الفايسبوك” و«انستغرام” بنشر شعار “أنا شارلي” وربط الاعتداء بما وصفوه همجية ودموية الدين الإسلامي وتطرف أتباعه، خرجت مغنية الراب الفرنسية ديامس، التي أعلنت إسلامها قبل سنتين، في رسالة على الفايسبوك وجّهتها لجمهورها، عنونتها بـ«أنا فرنسية مسلمةومصدومة”.ديامس..”أنا فرنسية مسلمة ومصدومة”وبخلاف “موضة” “أنا شارلي” التي غزت صفحات مواقع التواصل، فضلت ديامز أن تتحدث عن سماحة الإسلام الذي تؤمن به، فكتبت “منذ 48 ساعة وأنا أمام شاشة التلفزيون أتابع ما يحدث، مصدومة من موجة العنف التي تجتاح فرنسا، ولا أجد الكلمات لأعبّر عما أشعر به من حزن”. وتابعت ديامس مدافعة عن الإسلام، أنها تتبرأ من الأفعال الإجرامية والوحشية المرتكبة باسم الإسلام، “لأن الإسلام لا يدعو إلى الإرهاب  والعنف والقتل والانتقام، بل يدعو للسلام والخير وحسن السلوك”. ودعت ديامس مواطنيها لعدم الانسياق وراء لعبة الكراهية والحقد والعنصرية، “لأن هذا سيفتح بابا جديدا للكراهية”. وتفاعل مع الرسالة  متابعو المغنية الفرنسية التي لا تزال تحظى بشعبية لدى الفرنسيين رغم إسلامها وتحجبها، وكتب العديد من متابعيها أن الإرهاب لا يعترف بالدين والعرق.دوبل كانون..”لست شارلي”أما مغني الراب الجزائري لطفي دوبل كانون، فأبى إلا أن يصنع الحدث كالعادة بالتعبير عن آرائه بصراحته المعهودة، ورغم إقامته في فرنسا لم يحاول لطفي إبداء تعاطفه مع الصحيفة، وكتب صراحة على صفحته على الفايسبوك، معلقا على صورة يظهر فيها شعار “لست شارلي”، “أنا الموقف تاعي واضح لكل من أساء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم”. وتابع لطفي معلقا على برقية تعزية الرئيس بوتفليقة لنظيره الفرنسي فرانسوا هولند، “في 19 أفريل الماضي قُتل غدرا  14 جنديا جزائريا ربي يرحمهم، هل سمعتم رئيس في العالم بعث تعازيه إلى الشعب الجزائري؟ هل سمعتم صحافة واحدة في الخارج تكلّمت عن هذه المأساة؟ هل سمعتم جملة واحدة تندّد بهذه الجريمة؟ حسبي الله ونعم الوكيل”. وتابع دوبل كانون موجها كلامه إلى الرئيس بوتفليقة “كي ماتوا في غرداية لم تعز، كي ماتوا في تيزي وزو وبجاية وورڤلة لم تعز، كي ماتوا الحراڤة في البحر لم تعز، واليوم راك تعزي”. ولقي كلام لطفي صدى كبيرا لدى متابعيه الذين اعتبروا أن ما حدث للصحيفة جريمة، لكن الإسلام بريء منها، وذهبت أغلب التصريحات إلى انتقاد من تبنّوا شعار “أنا شارلي”، معتبرين أنها محاولة فاشلة لتبرئة المسلمين من فعل متطرف.لعبة فرنسيةونذكر هنا ما كتب أحد الفايسبوكيين “لست شارلي ولن أكون شارلي، لا اليوم ولا غداً. لست متضامناً مع من قَتَل ولا مع من قُتِل. لن أفرح لمن مات ولن أحزن عليه، لن أهلّل للقاتل ولن أبكي القتيل. هما سيان، متطرف قتل متطرفا ومجانين سلاح قتلوا مجانين عنف معنوي ونفسي وعنصري. كلاهما منتوج العنصرية والحقد الفرنسيين”.وتداول الفايسبوكيون فيديو ذكروا أنه للباحث البريطاني “ديفيد آيك” يكشف الخطأ الإخراجي في الفيديو الذي تم تصويره حول الاعتداء الذي تعرضت له صحيفة “شارلي إيبدو” وعلّقوا  “إصابة مباشرة في الرأس من بندقية كلاشنيكوف من هذه المسافة القصيرة جداً بدون إراقة أي قطرة من الدم، فعلاً عجيب إنها لمعجزة”. وواصلوا بأن هذا الفيديو لم يكن سوى مجرد تمثيلية، قام الفرنسيون فيها بالتضحية بعدد من الصحفيين لتهيئة الرأي العام العالمي لتبرير سيناريو قادم ضد المسلمين في أوروبا والشرق الأوسط.نكتة مصريةولم يفوّت الفايسبوكيون متابعة كل ما كتبته ونقلته القنوات الفرنسية والعربية على الهجوم على  تفاصيل العملية على مقر الصحيفة الفرنسية وكذا اختطاف الرهائن في المتجر اليهودي، أول أمس، خاصة وأن المتورطين المفترضين في العمليتين من أصول جزائرية، وهو ما ركّزت عليه القناة المصرية “سي.بي.سي” على لسان الإعلامي المصري خيري رمضان، هذا الأخير راح يؤكد “متأسفا”  وكأنه حقق سبقا صحفيا، بأن حياة بومدين المتورطة في الهجوم على المتجر اليهودي رفقة زوجها السينغالي، من عائلة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين! ويبدو أن صاحبنا يجهل أن بومدين هو الاسم الثوري للرئيس الراحل محمد بوخروبة. الفايسبوكيون سخروا من كلام المذيع المصري ووصفوه بنكتة ذكرتهم بـ”هذيان” الإعلام المصري عقب المواجهة الكروية الجزائرية المصرية في أم درمان بالسودان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: