الارتجال في كيفية رشف القهوة العربية

38serv

+ -

ينط، يقفز (المواطن العربي) من قناة إذاعية إلى أخرى، من الرباط إلى القاهرة مارا بالجزائر، لا يستثني وطنا ماعدا الخليج، ماعدا الإمارات. قال: ”موش معقول يحكمنا ملوك وأمراء وسلاطين ونحن في القرن الواحد والعشرين موش معقول يا إلهي. تذكر أنه سمع مديرة صندوق النقد الدولي (نسي اسمها ولكن هو يعرف أنها فرنسية الجنسية) بمناسبة وفاة الملك عبد الله في شهر فيفري؟ جانفي؟ 2015 سمعها تقول إن ملك السعودية، الملك عبدالله كان يحترم المرأة ويدافع عن حقوقها، قهقه.. يحب المرأة.. يحب المرأة.. تمتم يعطيك العافية يا مدام، الملك عبد الله يدافع عن حقوق المرأة ولذلك فهي ليست راشدا أبدا في المملكة السعودية، لم تكن راشدة منذ قرون وسوف لن تكون راشدة في يوم من الأيام، لذا فهي لا تشتغل، فهي لا تقود السيارة فهي.. فهي.. فهي ترجم إذا اتهمها الرجل الصنديد بالزنا، فهي ترجم. تذكر أن آخر سعودية أعدمت رجما وكان ذلك يوم الجمعة 16 سبتمبر في مدينة الرياض على وجه الملأ، بعد صلاة الجمعة. نذكر أن طقوس الإعدام نقلت من طرف القناة الرسمية الوطنية، قال: ”لماذا صرحت هذه المدام الفرنسية بمثل هذه الترهات، الخزعبلات يا رجل!”. أما عن عدد المعدومين بقطع الرأس على وجه الملأ كذلك، فقد وصل سنة 2014 إلى 92 معدوما. قال هذه المدام أرادت أن تقول إن المرحوم الملك عبد الله يحب النساء الجاريات في حرمه لعل هو هذا الفهم. نذكر قصيدة لأم كلثوم: ”أحل سفك دمي في الأشهر الحرم”. بحث عن الأسطوانة، وجدها، وضعها فوق الآلة، سمع الصوت السماوي، ذرف دموعا كثيرة قال: ”آه، المرأة العربية! آه!، أراك عصي الدمع”. قال: ”المرأة العربية عصية الدمع فقط”. قهقه قال: ”ما أحمقني لماذا أهتم بالسياسة، ”بالبوليتيك” كما يقول أحد أصدقائي من الجزائر.. لماذا!؟ رباه!”. قال: ”الشعر بذخ في بلاط الحكماء والسلاطين، الشعر بذخ زلت به أقدام الجماهير في المواخير المستترة والسرية، ولعله قشرة موز ألقيت عمدا على أرضية الفقراء كذلك حتى يفقدوا أنانيتهم، الشعر أيضا يتبخر مع دخان الصباح وهو يشعل السيجارة الأولى. قال: ”سأكون APAYED KILLER” ولم لا، سأقلد تلك الطبيبة الحلبية وإلا سأقلد بائع الكتب القديمة البغدادي. الشعر: ليت للمتنبي عين، راح المتنبي وقتلتنا الردة التي أصبحت شيئا عاديا جدا”. سمع المذيع يقول: ”لقد قرر الماريشال محمد السيسي إرسال مجموعة فرق من الجيش إلى سيناء بعد عملية إرهابية راح ضحيتها 17 جنديا مصريا، كما اتخذ قرارا يجعل من حزب حماس الفلسطيني مصنفا كمجموعة إرهابية، وقد حيت الصحافة المصرية بطريقة جماعية هذا القرار وأعلنت عن موافقتها التامة وصفقت للسيسي الماريشال”، قال: ”حتى شيماء الصباغ إرهابية هي كذلك!” فليس هناك نهاية للسيلان الإذاعي. تحول إلى إذاعة أخرى: عمان، نفس السيلان، نفس الغضب بالنسبة للطيار الذي أحرقته ”داعش”. لم تستقر الكلمات المشحونة بالصراع الطبقي، لأن الكلمات تخون دائما من يتلفظ بها وحتى بلغة الرحمان، غير أن الواحد يلقى حتفه هكذا برصاصة ضائعة في شوارع الموصل وحلب وبن غازي وطرابلس (لبنان). المواطن العربي يلقى حتفه في هذه الفترة المظلمة بسهولة بعد خشخشة تشبه خشخشة المذياع، فتعرقل الوضوح وتفتح الفضاء أمام المستمع العربي، إلا أنه إذا أتى المساء وجده مصيدة ضيقة المساحة تموت فيها الكلمات التي تفتح واجهة جديدة على صعيد الذاكرة المرقوشة بقطرات القهوة التي يحتسيها عدة مرات كل صباح، وهو إعادة لكل صباح بما فيه من سعال وأزيز وأعقاب الكوابيس وأعقاب السجائر وتناقضات الأخبار المتبعثرة من هنا وهناك والتي تحمل كذبا ثقيلا وعنيدا.إن شاء الله وإلى ذلك الحين، دمتم بخير مواطنينا الكرام في كل أرجاء العالم العربي العزيز. يستلقي على فراشه، يأخذ مجموعة شعرية لمظفر النواب: ”ما باع فلسطين سوى الثوار الكتبة وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض؟؟” يغرق المواطن العربي في السبات.يتبع

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات