أثار نص التقرير التمهيدي حول مشروع القانون المتعلق بأنشطة وسوق الكتاب، امتعاض نواب البرلمان من مختلف الأحزاب أمس، وذلك عقب عرض وزيرة الثقافة نادية لعبيدي نص القانون الذي حمل 14 مادة عقابية، غير أن مداخلة النائب عن حزب العمال جلول جودي،سجلت وقعها على برنامج الجلسة، وحولت النقاش إلى طاولة من التهم ”الخطيرة” التي أطلقها ممثل حزب العمال ضد نادية لعبيدي ونشاط مؤسسة عائلتها”بروكوم إنترناشيونال”.قدّمت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي أمس في جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني، الخطوط العريضة لقانون الكتاب، حيث سيتم تفعيل المركز الوطني للكتاب، وتوحيد سعر الكتاب عبر الوطن، وتشجيع دعم الترجمة وضبط القواعد المتصلة بتسويق الكتاب، بما يضمن احترام ثوابت الأمة، كما أوضحت الوزيرة أن القانون الجديد عرف تعديل 36 مادة بما يضمن مشروع فتح مكتبات عمومية وخاصة عبر الوطن. وسجل نواب من أحزاب سياسية مختلفة امتعاضهم من قانون الكتاب الجديد، في جلسة ساخنة أبدوا خلالها انتقادا شديدا للقانون بوصفه بوابة جديدة ”لمصادرة الحريات الفكرية”. واعتبرت النائبة أسمهان مقران، أن القانون لم يحدد جهة الرقابة على سوق الكتاب ويخلق تضاربا في المصالح، كما أوضحت خلال مداخلتها أن القانون لا يخدم حقوق المؤلف، ولم يأخذ بعين الاعتبار رأي المتخصصين والمكتبيين، ما يفتح الباب واسعا لاحتكار الدولة سوق الكتاب.وعرفت الجلسة الصباحية أيضا تبادلا للتهم بين وزيرة الثقافة نادية لعبيدي وحزب العمال مرة أخرى، بعد التهم ”الخطيرة” التي أطلقها النائب عن حزب العمال جلول جودي، حيث استغل هذا الأخير جلسة مناقشة ”مشروع القانون المتعلق بأنشطة وسوق الكتاب”، للحديث عن ”الفساد داخل قطاع وزارة الثقافة ونهب المال العام، وسوء تسيير الأموال المرصودة في قطاع وزارة الثقافة”، وأشار جلول جودي ”صراحة” إلى تورط الولايات المتحدة الأمريكية وسفارتها في الجزائر في الموضوع، حين اعتبر سماح وزارة الثقافة للسفارة الأمريكية في الجزائر باستغلال المسرح الوطني محي الدين بشطارزي لأكثر من مرة من أجل تنشيط حفلات ”فرقة الڤوسطو”، بمثابة مكافأة من وزيرة الثقافة على منح السفارة الأمريكية ابن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي منحة دراسية في الولايات المتحدة. وعن سؤال ”الخبر” لرئيس الكتلة البرلمانية لحزب العمال حول ما إذا كان يتهم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بعقد صفقات مشبوهة مع وزارة الثقافة، أجاب أن ”الأمر يتعلق أساسا بوزيرة الثقافة”.وعرّج النائب جلول جودي خلال المداخلة التي منحت له للحديث عن ”قانون الكتاب” على نشاط شركة ”بروكوم إنترناشيونال” التي تعود إلى عائلة وزيرة الثقافة، وقال إن هذه الشركة تتمتع بامتيازات في التلفزيون الجزائري، واستغرب النائب حصول المنتج سيد علي مازيف الذي يعمل لحساب الشركة على عقد إنتاج فيلم ”المداخل” في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، رغم أن سيناريو الفيلم رفضته لجنة القراءة في بداية المطاف، مشيرا إلى أن الوزيرة نادية لعبيدي استعملت نفوذها لمنح الفيلم مبلغ 12 مليار سنتيم، على حد قول النائب جلول جودي، ومضى هذا الأخير في ”اتهام” الوزيرة بأنها منحت المايسترو أمين قويدر امتيازات مالية وصلت إلى 17 مليار سنتيم دون وجه قانوني.وتأتي نوبة الغضب لدى نواب حزب العمال من وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، بعد الرسالة الأخيرة التي نشرتها الوزيرة تطالب فيها زعيمة حزب العمال بالتوقف عن ”رشقها بالتهم المجانية”، وهي الرسالة التي وصفها ممثل الكتلة البرلمانية لحزب العمال ”رسالة تهديد وقعها وزير ضد مسؤول سياسي وزعيم حزب معتمد”، واعتبر نائب حزب العمال أن الرسالة تورط الوزير الأول عبد المالك سلال، كما أشار إلى أنها حملت ختم الوزارة دون استشارة الوزير الأول، ودعا النائب جلول جودي وزيرة الثقافة إلى تنفيذ تهديداتها والتوجه إلى العدالة، مشيرا إلى أن الحزب العمال لديه كل الوثائق والأدلة التي تثبت تورطها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات