38serv
صحيح أن الصحافة الجزائرية في غالبيتها العظمى، صحافة حڤارة، فهل مثل النظام تمارس الحڤرة الإعلامية على من هو في خانة الضعفاء أو من رمت به السلطة إلى طيابات الحمام لغسله غسيل “الدوارة”!أولا: هناك خاصية في الصحافة الجزائرية وهي أنها لا تناقش المسؤول (حين يكون في المسؤولية) عما يفعل كما تفعل الصحافة الأجنبية، بل تناقشه فقط عندما يغادر المسؤولية... تماما مثلما يفعل النظام برجاله، فلا يناقش المسؤول من طرف أية جهة في النظام ويحاسب فقط عندما يغادر المسؤولية إذا كان مسؤولا غير مهم !ثانيا: الصحافة الجزائرية أصبحت مخترقة بصورة فاضحة من طرف المال الفاسد وغير الفاسد وحتى المال الأجنبي العامل في الجزائر.فالسفارات أصبحت تضع الخطوط العريضة للمسؤولين في الحكومة الذين بيدهم مقاليد الإشراف على الإعلام... فأصبح بإمكان الصحفي الجزائري أن ينتقد كما يشاء (في بعض الأحيان) رئيس الجمهورية الجزائرية... ولكنه لا يستطيع أن ينطق ببنت شفة حول بعض الدول التي لها مصالح مالية وتجارية في الجزائر!وخطر الأجانب على حرية الصحافة في الجزائر أصبح أهم من خطر السلطة عبر لاناب وغيرها من وسائل الضغط الأخرى مثل الطباعة والضرائب والضمان الاجتماعي.ثالثا: لهذا فإن الصحافة الجزائرية في غالبيتها العظمى تمارس النقد الانتقائي حسب الطلب، وفي بعض الأحيان حسب الدفع أو حسب قوة الإضرار المادي والمعنوي. لهذا نرى مثلا أن العديد من الصحف الجزائرية لم تتناول قضية الفساد التي تحقق فيها الشرطة الإيطالية حول حكاية رشاوى في بيع الطائرات العمودية للجزائر.لعل الأمر له علاقة بمفهومنا للأمن القومي الذي لا ينبغي المساس به حتى ولو كشف فساده الأجانب وأصبح حديث العام والخاص.والصحافة الفرنسية أيضا تمارس الانتقائية في كشف ملفات الفساد الخاصة بالمسؤولين الجزائريين... فمثلا كتاب “فرنسا والجزائر قصة عشق” تطرق بطريقة انتقائية لأسماء المسؤولين الذين اشتروا عقارات في باريس، وكان الكتاب كتب هنا في الجزائر كما يقول سعداني! وكأنه صورة من صور صحافة تصفية الحسابات الجزائرية... ولعله أيضا ممارسة للابتزاز من طرف الصحافة الجزائرية، وأن هؤلاء الذين شملهم الكتاب هم فقط الذين رفضوا الدفع... ورفضوا الابتزاز.المشكلة ليست في عدم وجود حرية الصحافة في الجزائر، بل المشكلة تكمن أساسا في استبداد الفساد والأمن والرداءة والإدارة بمقاليد تسيير الأمور في هذا القطاع الحساس... والذي أصبح لا أمل في إصلاحه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات