الجزائري الذي تولى مشيخة الأزهر؟

+ -

تناوب على مشيخة الأزهر الشريف نحو 48 إمامًا بداية من الإمام محمد الخرشى وصولا إلى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، أغلبهم إن لم يكونوا جميعًا من المصريين، لكن هناك عرب أصبحوا فى منصب الإمام الأكبر ليتولوا شؤون الأزهر الشريف، وبالتحديد من الجزائر وهو الشيخ محمد الخضر حسين الإمام التاسع والثلاثون للأزهر الشريف، من هو؟ومحمد الخضر حسين (1876م - 1958) هو عالم دين جزائرى (تونسى المولد)، تولى مشيخة الأزهر من 1952 – 1954، تحل اليوم الذكرى الـ142، على ميلاده إذ ولد في أوت 1876، ورحل عن عمر ناهز 81 عاما في 28 فيفري من عام 1958.وبحسب كتاب "الأزهر..الشيخ والمشيخة" للكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، أن اختيار الخضر حسين شيخا للأزهر الشريف، على خلفية استقالة الشيخ عبد المجيد سليم من المشيخة فى سبتمبر من عام 1952، بعدما رأى أن وجوده غير مرغوب فيه، ولم تشأ قيادة الثورة أن تترك هذا الموقع شاغرا فوقع الاختيار على الشيخ محمد الخضر حسين، وكان اختيارا مفاجئا حتى له هو.وأوضح "النمنم" فى كتابه، أن اختيار "الخضر حسين"، لأن قيادة الثورة كانت حريصة على أن يتولى المنصب عالم عربى، له تاريخ نضالى، ليكون معبرا عن توجه مصر في تلك المرحلة، لكن "النمنم" رأى أن السبب جاء من باب المبالغة والتزيد، لأن هذه الفترة في بداية حكم الثورة، لم يكن الوجه التحرري والعروبة لضباط جويلية ظهر بعد، بينما كان تفكيرهم في تأمين المجتمع المصري واستقرار الأوضاع.وأكد "النمنم" أن اقتراح اسم الشيخ مستعينًا بما ذكره فتحي رضوان، جاء في اجتماع مجلس الوزراء وكان يرأسه محمد نجيب، واقترح أحدهم اسم العالم الجليل ولكن ظهرت مشكلة خلال الاجتماع وهى أن الرجل قد أصيب بشلل وتظهره الصور كهلا وغير قادر على الحركة، فاتفق أن يذهب وفد من ثلاثة وزراء ليتأكدوا ما إذا كان قادرا من الناحية الصحية من أداء مهام العمل أم لا.الشيخ قال لمقربين منه وفقا لما ذكره الكتاب، لقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا احتسب وكان صادقا ودقيقا في ذلك، هو لم ينتظرها ولم يفكر فيها، ولكنها جاءت تطرق باب بيته، ولأن الأمر كذلك كانت استقالته جاهزة من اليوم الأول، كما يقول فتحي رضوان أيضا، وهو ما حدث بالفعل بعد 16 شهرًا من توليه المنصب في جانفي 1954.وكان من ضمن أسباب الاستقالة، كما قيل حينها، هو اعتراضه على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في الأهلي، حيث كان يرغب في دمج الأهلي داخل الشرعي، ليصبح القضاء كله شرعيا، وإن استبعد "النمنم" ذلك السبب، لأن القضاء الشرعي تم إلغاؤه سنة 1955، أي بعد عام من الاستقالة، ويرجج أن تكون لأسباب صحية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات