مقروئية الكتاب الورقي في تراجع

 أقرّ المختصون والأساتذة في علم المكتبات، الخميس، خلال اليوم الدراسي حول المكتبة العامة ومكتبات الأحياء، المقام بقصر أحمد باي في قسنطينة، إحياء لليوم العالمي للكتاب، من طرف جمعية المتخصصين في المكتبات والأرشيف والمعلومات بقسنطينة، بأن المقروئية في الجزائر قد تراجعت بنسبة كبيرة، رغم أن الجهات المعنية قد أنشأت، مؤخرا، أزيد من 400 مكتبة عمومية في الجزائر.تأسف المحاضرون، خلال اللقاء، على التراجع المستمر لعدد القراء، وهو الأمر الذي يعود، حسبهم، إلى البيئة غير المشجعة على القراءة، مؤكدين على وجود مفارقة كبيرة بين عدد المثقفين والقراء في الجزائر، الأمر الذي يحتاج، حسبهم، إلى تشريح في ظل تراجع الاهتمام بالكتاب، بعد خلوّ الساحة الثقافية من الكتاب ”المفيد” والنقاشات الفعالة. واعتبرت رئيسة الجمعية، السيدة حليمة علي خوجة، أن المشكل يبدأ من الأسرة التي تتجاهل فكرة الاهتمام بتثقيف الطفل أو تخصيص جزء من الميزانية للكتاب، إلى جانب المدرسة التي لا تهتم بتكوين تلاميذ متعطشين للقراءة. وقد طالب المتدخلون بالبحث عن الأسباب الحقيقية وراء العزوف عن القراءة، وتشجيع العودة للكتاب الورقي باعتباره رمز الرقي الاجتماعي، وأشاروا إلى أهمية تشجيع التعلم والمطالعة من أجل ”مكافحة الجهل والأمية والتخلف”. وقد أضافت السيدة علي خوجة أنه لابد من خلق تلاحم حول المكتبات ورأس مال معرفي لخلق مجتمع واعٍ يمكنه الحوار داخل الوطن وخارجه. وكشفت مديرة المكتبة الرئيسية لولاية قسنطينة، وافية درواز، من جهتها، أنه تم إنشاء ما لا يقل عن 450 مكتبة عمومية بالجزائر في الفترة الممتدة بين 2000 و2014، مضيفة أن هذه المكتبات التي يخضع العديد منها حاليا للتجهيز تترجم ”عزم السلطات العمومية على تعميم وتشجيع المطالعة”.