فرنسا الحرية وحقوق الإنسان، ستسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يجبر الاتحاد الأوروبي على قصف قوارب “الحراڤة” الأفارقة في عرض البحر وإغراقها قبل أن تصل إلى شواطئ أوروبا، حماية لأمن أوروبا من جياع إفريقياǃهولند دعا الاتحاد الأوروبي إلى التحرك لإصلاح الأخطاء التي ارتكبها بلده في ليبيا قبل سنوات، عندما قادت فرنسا عمليات “تحرير” ليبيا من القذافي وزبانيته بواسطة قنابل الناتو، وأدى الأمر إلى ارتكاب مجازر في ليبيا ما تزال مستمرة إلى اليوم، وفرنسا تحتفل مع الأرمن بالذكرى المأوية لمجازر العثمانيين ضد الأرمنǃالحروب التي قادتها فرنسا الحرية في تشاد في الثمانينات، وفي رواندا وفي مالي وفي ليبيا، وما أنجزه الغرب في دارفور وفي جنوب السودان، وفي فلسطين وفي العراق واليمن وسوريا، وبلاد الأفغان وفي البوسنة والهرسك، وفي الشيشان، كلها ليست مجازر ضد الإنسانيةǃ مثل مجازر الأرمن، وحتى مجازر 20 أوت 1955 ومجازر 8 ماي 1945، ليست مجازر، بل هي حماية للحرية الفرنسية من همج الأهالي الجزائريينǃ تماما مثلما يقول الآن هولند: ينبغي تحطيم قوارب “الحراڤة” دون رحمة إنسانية وإغراقها في عرض البحر.. هذا البحر الذي تريد فرنسا أن يكون بحر سلام بين الشعوب المطلة عليهǃ ويجب حمايته من همج المهاجرين غير الشرعيينǃفرنسا وأوروبا لا تحتاج إلى استصدار قرار إبادة الحراڤة في عرض البحر.. لأن العملية حاصلة الآنǃ هل يعقل أن يقتل غرقا أكثر من مهاجر دفعة واحدة عند الشواطئ الإيطالية، ولا يعتبر ذلك جريمة ضد الإنسانية؟ǃلو كانت أوروبا وفرنسا صريحة مع نفسها ومع العالم، لقالت إنها تسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يعتبر ما حدث ليس جريمة ضد الإنسانية، بل هو حماية للعالم المتحضّر من همج الأفارقة القادمين عبر ليبيا الجريحةǃلو كانت الإنسانية إنسانية حقا، لأصدر مجلس الأمن قرارا بملاحقة حكام فرنسا أمام المحاكم الدولية عما حدث في ليبيا وفي دول إفريقيا وجنوب الصحراء بسبب تدخلها العسكري المتواصل والمتعددǃلسنا ندري بأي منطق يتحدث رئيس فرنسا هولند.. من جهة يدعو إلى إصلاح الخطأ الذي ارتكبته أوروبا في إزالة دولة ليبيا من الوجود، وسلّمت أمرها للعصابات المسلحةǃ ومن جهة أخرى، يدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الترخيص لأوروبا بأن تقصف الأبرياء الهاربين من جحيم المليشيات في ليبيا وسوريا وبلدان جنوب الصحراء؟ǃ أي حقوق الإنسان هذه التي يدافع عنها الاتحاد الأوروبي؟ǃلو كان الاتحاد الأوروبي جادا في محاربة الجرائم ضد الإنسانية ومحاربة الهجرة إليه، لقام هذا الاتحاد بوقف هجرة المفسدين من الحكام وهجرة الأموال المسروقة إليه، قبل وقف هجرة ضحايا هؤلاء السراقǃكفوا أيديكم عن دعم الحكام الفسدة في إفريقيا، وستتوقف الهجرة إليكمǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات