الرّابطة المحترفة الأولى: جولة تحديد هوية النازلين

لم يسبق للبطولة الجزائرية أن ظلت محتفظة بكل توابل الإثارة لجولات طويلة وقبل محطات قليلة عن نهايتها مثلما هي عليه خلال الموسم الكروي الجاري للرابطة المحترفة الأولى، فبطولة الاحتراف بقسميها الأول والثاني تشد كل جولة كل الرياضيين، وتجعل التكهنات سيدة حديث العام والخاص، إلى درجة أن الرابطة الأولى جعلت أقوى “المراهنين” عاجزين حتى عن تحديد رهان جملة من الأندية المتمركزة في وسط الترتيب، إن كانت تراهن على المراكز الأولى أم أنها تسعى فقط لتفادي السقوط. الفوارق الضئيلة بين الأندية تجعل رائد الترتيب لا يبعد بكثير عن متذيل الترتيب، وهي البطولة الوحيدة في العالم ربما التي سمحت لفريق مثل مولودية الجزائر من أن ينهي مرحلة الذهاب في المركز الأخير بـ 11 نقطة فقط وبعيدا كل البعد عن صاحب المركز ما قبل الأخير، يجد نفسه اليوم، وقبل ست جولات عن اختتام المنافسة، ليس فقط بعيدا عن شبح السقوط، وإنما يفكر في انتزاع مشاركة إفريقية حتى لا نقول ينافس الرائد الحالي على لقب البطولة.الجولة السادسة والعشرون المقررة اليوم، تعتبر جولة مجنونة تقترح ثماني مباريات نارية مفتوحة على كل الاحتمالات، وهي جولة قد تغير من شكل واجهة الترتيب، بعدما أصبحت كل نقطة تزن ذهبا وقادرة على تحديد مصير عدة أندية، سواء في الصراع على اللقب أو لتفادي السقوط، بدليل أن الرائد وفاق سطيف وملاحقه مولودية بجاية يواجهان خارج القواعد اتحاد الحراش وشبيبة القبائل على التوالي، ويتنقل أيضا صاحب المركز الثالث جمعية وهران إلى العاصمة لمواجهة شباب بلوزداد، وأي تعثر لثلاثي المقدمة يعني بالضرورة إضافة اتحاد الحراش إلى قائمة أسماء الأندية التي تطمح للتتويج. ومن المفارقات أن الأندية الثلاثة التي تحتل المركز الرابع برصيد 36 نقطة، تنتظرها خمس مباريات معقدة، وهو برنامج قد يجعل اتحاد الجزائر ومولودية وهران وبدرجة أقل اتحاد الحراش يتحولون من حلم اللقب والمشاركة القارية إلى هاجس السقوط وضغط اللعب من أجل ضمان البقاء، بينما ستكون هذه الجولة فرصة كبيرة لبعض الأندية من أجل تطليق شبح السقوط نهائيا، ونعني بذلك مولودية الجزائر خلال “الداربي” أمام الجار اتحاد الجزائر، ومولودية العلمة حين تواجه اتحاد بلعباس، بينما سيلعب نصر حسين داي مباراة الفرصة الأخيرة أمام أمل الأربعاء.وتصعب مهمة أولمبي الشلف أمام شباب قسنطينة، بينما يتعين على شبيبة الساورة الفوز في وهران أمام المولودية المحلية، كون شبيبة الساورة وشباب قسنطينة وأولمبي الشلف لم يضمنوا بعد البقاء.