إعادة محاكمة رضا سيكا و”جماعة باماكو”

+ -

فصلت المحكمة العليا، أول أمس، في قضية مغني الفلامينكو، رضا سيكا، ومن معه، المتهمين بتهريب مادة الكوكايين من العاصمة المالية باماكو إلى الجزائر، بالنقض في الأحكام الصادرة عن محكمة الجنايات بالعاصمة في ديسمبر 2013، والتي تراوحت من 5 إلى 20 سنة سجنا نافذا، مع استفادة سبعة متهمين من البراءة.ستعيد محكمة الجنايات في العاصمة فتح ملف القضية التي عرفت إعلاميا بـ”جماعة باماكو” بتشكيلة قضائية جديدة، حيث سيمثل 19 متهما بجناية المتاجرة وتهريب الكوكايين والمشاركة، من بينهم مدير طاقم بالخطوط الجوية الجزائرية ومضيفون، منهم مغني الفلامينكو رضا سيكا وابن شقيق المخرج السينمائي الشهير لخضر حمينة، إضافة إلى محقق رئيسي بفرقة البحث والتدخل لأمن ولاية الجزائر وملازم أول بالأمن الحضري لأولاد فايت.وبالرجوع إلى تفاصيل الملف، كانت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية لدائرة الاستعلام والأمن في الجزائر قد حققت في القضية ابتداء من 10 أكتوبر 2011، وأطاحت بأفراد الشبكة إثر القبض على مضيف بالجوية الجزائرية “ح.يوسف” الذي كان تحت المراقبة المستمرة، إذ أنه عند وصول الطائرة من باماكو إلى مطار هواري بومدين أخضع للتفتيش وعثر بحوزته على 5 أكياس ملفوفة بشريط لاصق تحمل مادة الكوكايين كانت مخبأة تحت ملابسه الداخلية، كما عثر على كيس سادس داخل جيب سرواله.وأظهرت التحريات أن الكمية المحجوزة أحضرها المعني من باماكو من عند شخص يحمل الجنسية المالية يدعى إبراهيم، وكانت موجهة إلى مضيف الطائرة “ف. ع« الذي نصبت له الشرطة القضائية كمينا، عندما كان في انتظار زميله “ي” بمفترق الطرق المؤدي إلى منطقة العاشور غرب العاصمة لتسليم الكمية. وكان هذان المضيفان الخيط الذي قاد المحققين إلى متهمين آخرين يعملون في شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وعددهم ثمانية، من بينهم مغني الفلامينكو رضا سيكا، وذلك بعد أن تبيّن أن مصدر المخدرات ثلاثة أشخاص هم إبراهيم ومنير وجوردن دريسا الذين كانوا يترددون على فندق “لا يكو لاميتي” لبيع الفواكه الموسمية والهدايا التقليدية، وهو الفندق نفسه الذي كانت تقيم فيه طواقم شركة الخطوط الجوية أثناء عملها على الرحلات المتوجهة إلى الدول الإفريقية.ويكون المضيفون، حسب ملف القضية، قد استوردوا الكوكايين بطلب من مضيف الطائرة “ف.ع” مقابل عمولات مالية تتراوح بين 60 و10 آلاف دينار، وكانوا يقتنونها من المدعو إبراهيم، حيث هرّب كل من المضيف “ح.ي” لزميله في الشركة “ف.ع” 204 غرام من الكوكايين على مرحلتين مقابل مبالغ مالية تقدّر بـ6 ملايين و10 ملايين، بينما هرّب رئيس طاقم الخطوط الجوية الجزائرية 30 غراما من باماكو.ويتضمّن ملف القضية أيضا، إضافة إلى موظفين في الخطوط الجوية، عناصر من جهاز الشرطة، ويتعلق الأمر بالمحقق الرئيسي بالشرطة بأمن ولاية الجزائر “ق.ر” وملازم أول بالأمن الحضري بأولاد فايت “ح”، اللذين وجهت لهما تهمة المشاركة في المتاجرة في المخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة، بالإضافة إلى تجار في استيراد وتصدير تجهيزات شبه طبية.ويكون المحقق الرئيسي بالشرطة، حسب ما توصلت إليه التحقيقات، قد قدم الحماية لمضيف الطائرة “ف. ع« وشقيقه أثناء تنقلاتهما لإحضار المخدرات، من خلال استعمال سيارته الشخصية لتفادي مختلف الحواجز الأمنية بصفته شرطيا غير معني بتفتيش سيارته، وكان يتلقى مقابل ذلك عمولات تتمثل في ألبسة مستوردة.أما الملازم الأول، فكان قد توجه على متن سيارته شهر فيفري في حدود العاشرة ليلا رفقة شخص يعمل في مجال الصيد البحري، المدعو “ب.ي” الذي كان يعلم أنه يتاجر في الكوكايين، لملاقاة شقيق أحد مضيفي الطائرة لاستلام شحنة الكوكايين.وصرح رضا سيكا أمام هيئة المحكمة برئاسة القاضي بن خرشي آنذاك، بأنه استهلك الكوكايين مرة واحدة سنة 2008، نافيا أن تكون له علاقة بشبكة “باماكو” لتهريب هذا النوع من المخدرات الصلبة، كما أكد أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي أثناء الاستجواب، مضيفا أنه ضحية وسائل الإعلام التي جعلت منه متهما رئيسا في القضية

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات