الارتجال في كيفية رشف القهوة العربية (4)

+ -

 يقول المواطن العربي إذن: سأقتص لجورج إبراهيم عبد الله اللبناني والمصرية شيماء الصباغ ولفاطمة الحصايري الليبية ولزايد السعودي ولياسين غياري التونسي، سأنتقم لبغداد ومتاحف بغداد التي نهبها الأمريكان، وكذلك متاحف الموصل، قبل أن تحطم آثاره أهل داعش.سأقتص سأنتقم سأثأر لأسواق حلب وأسواق حمص وبازار دمشق، أنا كذلك بطال، أنا كذلك مقهور معسوف، سأصبح مجرما مهنيا ومأجورا (TUEUR A GAGES) وهكذا سأكون ثريا، كرهت قراءة الجرائد التي تملأ نصفها الإشهارات الملونة، والتي تبيع السيارات الفخمة والثلاجات الضخمة والمطبخات الملولبة، كرهت من الاستماع إلى الإذاعات العربية حكومية كانت أو خاصة، سئمت من القنوات التليفزيونية الخاصة والعامة، وما يربط بينها إلا شيء واحد: الرداءة. أو سأصبح بائع كتب رثة وقديمة مثل ذلك الأستاذ العراقي الذي درس الرياضيات منذ 30 عاما، حتى أغلقت الجامعة سنة 2003 بعد أن غزت الولايات المتحدة بلاده، قيل إنه بعثني وقيل إنه شيوعي، وأفلت من سجن أبوغريب بأعجوبة (أو لأنه كان أذكى من الغلاة؟ǃ).ومرة أخرى أحوال الطقس وغلاء المعيشة وحتى سعر البطاطا الذي ضرب أرقاما قياسية في الجزائر على وجه الخصوص، وذلك حسب الجرائد الخاصة، وكأنها أصبحت مهووسة بهذا الالتهاب في أسعار البطاطا وأحوال الطقس، إذن، ونسبة الأميين في العالم وانتصارات بلدان أمريكا اللاتينية على “الڤرنڤو” الأمريكي في البرازيل وفنزويلا والتشيلي وبوليفيا، حيث اغتيل تشي غيفارا من طرف الـCIA، وأروغواي وغيرها (قال: بقيت المكسيك فقط تلعب دور المستعمرة الأمريكية، ودور أكبر سوق كوكايين في العالم، ولكن سيأتي دور المكسيك كذلكǃ).وأحوال الطقس مرة أخرى وخرافة الهند كأكبر (أضخم) دولة ديمقراطيةǃ قال “هل زرت كلكوتا؟ وهل رأيت الجثث المجيفة المتراكمة على الأرصفة في كل مدن الهند؟ وعلى ضفاف نهر الڤانج؟ هل قال “هذه الأسطورة روجها الغرب أثناء الحرب الباردة، وكانت تقصد الصين الشعبية أثناء سلطان ماوتسي تونغ، وأحوال الطقس وعدد الدعاة والمشعوذين الذين حولوا الدين إلى تطير مطلق خاصة عند النساء (قضية الجنابة بعد عملية الزنا وقضية ممارسة الجنس أثناء الآذان...إلخ).فالصادرات واللون القزحي ورائحة الخرامي وقصائد أدونيس للمبتدئين وتهافت “المبدعين” على الشهرة، واللون البرتقالي والعسف الجنسي واختطاف أبناء الأغنياء من طرف عصابات متقنة التقنيات وتزايد العنف والرذيلة وعدد الموتى والجرحى، على الطرقات الجزائرية سريعة كانت أو بطيئة. (قال: إن الجزائر مثلا تحتل الصف الثالث في العالم، بعد الولايات المتحدة والمكسيك، وقد سميت هذه الكارثة الميكانيكية بإرهاب الطرقات، بعدما عرفت البلاد إرهاب الظلامين). وكذلك اللامبالاة وحب النفس والأنانية وسوء المواطنة (الشعب كذلك مسؤول على ما يجري في كل هذه البلدان العربية، عكس ما تقوله المعارضات السياسية التي تعرف كيف تمدح الناس وتتملق إليهم).والقرآن الكريم، خاصة عندما يكون المرتل من صنف عبد الباسط عبد الصمد أو من صنف الكوشي. ومرة أخرى الذكر الحكيم والتسبيح وروائح البخور (الشق والداد) والختام المسكي، وحتى يُلقن الشعب اللغة العربية بطريقة عصرية وعلى قاعدة علمية، وقد طُلي المحيط بلغات أجنبية غريبة النطق، وأصبح من يتكلم الفرنسية في المغرب العربي على وجه الخصوص ينتمي إجبارا إلى الطبقة البورجوازية، أو يحمل عقدة التكلف الركيك، والدعاية (من كل جانب) تهاجم الوعي في قعر الفقر، وهذه القضية (قضية الغاز الصخري) التي أجمعت عليها كل أحزاب المعارضة بطريقة إجماعية مطلقة. قال “أنا متأكد أن هذه الأحزاب تريد كلها استخراج هذا الغاز الحجري حتى تستفيد منه عندما ترتقي إلى السلطة، وذلك حتى يتضخم الريع..”.ورغم كل هذه الأمور وهذا الدمار وهذا الفشل، قال: فأنا لست متشائما ولا متفائلا بل أنا “متشائل” منذ أن قرأت رواية “المتشائل” لإميل حبيبي عند صدورها سنة 1985 في مدينة القدس...يُتبع

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات