قال مارك تودتشيني، سكرتير الدولة الفرنسي لشؤون قدامى المحاربين، إنه “تباحث مع وزير المجاهدين الجزائري، الطيب زيتوني، مسألة إنشاء لجان مشتركة لبحث مسألة المفقودين خلال “حرب الجزائر”“. وشدد على أن “قدامى المحاربين الجزائريين الذين شاركوا في الحربين العالميتين، يشكلون صلة عميقة تجمع البلدين”.في ختام زيارته للجزائر، قلد تودتشيني، في حفل أقيم بمقر إقامة السفير الفرنسي، أمس، 6 من قدامى المحاربين الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، بجوقة الشرف، أعلى وسام في الجمهورية الفرنسية.وذكر تودتشيني بالمناسبة أنه “بحكم الصلات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين بلدينا، قمت بزيارة الجزائر، وقد بدأت الزيارة بسطيف حيث وقفت عند النصب التذكاري لأول ضحية في مجزرة 8 ماي 1945، والتزمت بأن يكون هذا أول بادرة رمزية أقوم بها في أرض الجزائر. هذه البادرة الأولى من نوعها لعضو في الحكومة الفرنسية”. وأوضح تودتشيني أنه “بالمجيء للجزائر، أريد التذكير بحجم التضحيات لكل الجنود الجزائريين الذين حاربوا تحت العلم الفرنسي”. مشيرا إلى “تضحيات 175 ألف جزائري شاركوا في الحرب العالمية الأولى، إلى جانب ملايين الجنود الذين جاءوا من كل المقاطعات الفرنسية، لكن 26 ألفا منهم قضوا في هذه الحرب أو اختفوا ولم يعودوا أبدا إلى الجزائر”.وفي غياب تام للرسميين الجزائريين، أبرز تودتشيني أنه “لتخليد ذكرى هؤلاء الجنود الضحايا، فإن العلم الجزائري قد جاب الشانزيليزي للمرة الأولى في ذكرى 14 جويلية الماضي. كان ذلك بالنسبة لفرنسا واجبا مثلما كان فخرا”. وأضاف: “هذه الأخوة في السلاح الجزائرية الفرنسية، ظهرت من جديد بعد 20 سنة في الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها 150 ألف جزائري. والكثير منهم سقطوا في معاركها وفي إنزال بروفانس في أوت 1944، الذي أحياه رئيس الجمهورية بحضور الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال”. وقال تودتشيني إنه لا ينسى أن “الجزائر العاصمة كانت مع لندن عاصمة فرنسا الحرة بقيادة الجنرال ديغول، الذي أشاد بالتضحيات المقدمة، في كلماته خلال نداء 18 جوان”. مبرزا أن “هذه الوحدة التي تجسدت في الماضي مثلها هؤلاء المحاربون القدامى الذين أتهيأ لتقليدهم جوقة الشرف. وهم يمثلون اليوم صلة عميقة وحدت وتوحد دائما شعبينا”.وأشار إلى أن “فرنسا تحيي بعد أيام الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها قيم الحرية والمساواة والإخاء. ففي 8 ماي 1945 الجمهورية أحيت النصر التام ضد النازية. لكن في تلك الأثناء، يضيف، فقدت فرنسا القيم المثالية”، مكررا ما قاله الرئيس هولاند في ديسمبر 2012 أن “مجازر سطيف وڤالمة وخراطة تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين لكن أيضا بالنسبة للفرنسيين، لأنه في نفس اليوم الذي كانت تحتفل بالانتصار فقدت فرنسا قيمها العالمية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات