شهد قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، أول أمس، في إطار فعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، افتتاح أروقته الخاصة بمعارض الفن التشكيلي، الآثار والمخطوطات والتي شهدت توافدا منقطع النظير للمتعطشين لاكتشاف كنوز مدينة العلم والعلماء التي أثبتت تسميتها هذه من خلال المعارض.أثار معرض المخطوطات، على غرار باقي المعارض، إعجاب الزوار الذين طافوا بأجنحته والتقطوا صورا لبعض المخطوطات التي لم يكن أغلبهم يدرك أنها موجودة أصلا وأن قسنطينة أنجبت علماء ومؤرخين وأدباء على مر العصور، حتى قرأوا البطاقات التعريفية لكل مخطوط والتي تدل على صاحبها، ناسخها وتاريخ إنجازها.حوت القاعة المستطيلة الشكل خزائن وطاولات زجاجية عرض داخلها عدد مهم من المخطوطات يعود تاريخ أغلبها إلى القرن السادس عشر، تم جلب بعضها من مؤسسات عبر الوطن وأخرى من الخواص، جميعها عبارة عن نماذج من المخطوطات القسنطينية، مكتوبة أو منسوخة من طرف علماء المدينة، كما يتم عرض مخطوط مقروء لقصيدة في مدح قسنطينة، عرف تاريخ كتابتها لكن صاحبها مجهول. وضم معرض المخطوطات، حسب محافظه لخضر درياس، 5 مصاحف في 120 مجلد و40 عنوانا لمختلف العلوم والفنون. وقال درياس، في تصريح لـ”الخبر”، إن سبب اختيار هذه المخطوطات جاء لتغيير فكرة أن كل الكتب القديمة لا تحوي سوى الدين ولتبيين مكانة قسنطينة العلمية، من خلال ما كتبه علماؤها في شتى المجالات، كالتاريخ، النحو، الطب، الفلك، اللغة وغيرها، على غرار كتاب “المقتصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (توحيد الأسماء)، لصاحبه أبو عبد الله محمد بن محمد الغزالي الطوسي، والذي نسخه عبد الكريم الفكون في رمضان 1016، والمحفوظ في المكتبة القاسمية ببوسعادة، إلى جانب كتاب “مبادئ السالكين في شرح رجز ابن الياسمين” وهو كتاب في الجبر، لابن قنفذ القسنطيني الذي أنجزه في 1407م والمحفوظ في المكتبة الوطنية”. وأضاف درياس أنه تم اقتراض هذه المخطوطات من ثلاث مؤسسات من قسنطينة، ثلاثة من العاصمة، ثلاثة من زوايا “الشيخ الحسين” بميلة و«الهامل” ببوسعادة و«التيجانية” بوادي سوف، وأن أكبر عدد من المخطوطات المعروضة قد استقدم من المكتبة الوطنية في العاصمة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات