أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية التونسية تقدما لافتا لحركة النهضة على منافسها الأول حزب نداء تونس.وأعطت عمليات الفرز الأولية نسبة تقارب 28 في المائة لصالح حركة النهضة مقابل22 في المائة لصالح نداء تونسوأقرت قيادات في حزب نداء تونس بفوز حركة النهضة وحلول الحزب ثانيا، وقال مدير الحزب حافظ السبسي إن نداء تونس حل ثانيا حسب التقارير التي ترد من مختلف البلديات. وساعد العزوف الانتخابي على فوز حركة النهضة بسبب كتلتها الناخبة الصارمة .وأمس توجه الناخبون التونسيون الأحد إلى صناديق الاقتراع في أول انتخابات بلدية تشهدها تونس بعد ثورة 14 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، لانتخاب المجالس البلدية والجهوية ،بعد أسبوعين من الدعاية الانتخابية التي قامت بها القوائم المرشحة باسم الاحزاب السياسية والقوائم المستقلة.وشهدت هذه الانتخابات عزوفا انتخابيا لافتا مقارنة بنسبة التصويت في الانتخابات الثلاث البرلمانية والرئاسية الماضية منذ عام 2011 ، اذ بلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ، بعدما بلغت 21 في كامل أنحاء الجهورية حتى عصر أمس .ولم تخل الانتخابات التونسية هذه المرة من مطبات ، بدرجة أكبر من الاستحقاقات الانتخابية السابقة ، وقال ناصر العرابي المدير التنفيذي لمرصد شاهد ومحاولات تأثير على الناخبين قرب مراكز الاقتراع ، مشيرا إلى أنه كان يتعين تدخلا صارما من قبل الهيئة العليا للانتخابات ، وأكد بسام معطر نائب رئيس شبكة عتيد لمراقبة الانتخابات في ان ظاهرة العنف الانتخابي هذه المرة كانت لافتة بشك يدعو للقلق ، موضحا أن الشبكة سجلت محاولات الاعتداء على مراقبي الانتخابات في بعض البلدات كمدنين ومنطقة جمال من قبل ممثلي قوائم مرشحة ،وسرقت منطقة المظيلة بولاية قفصة جنوبي تونس أمس الأضواء بسبب توقف الاقتراع في هذه المنطقة، بسبب الخطأ الذي ارتكب في توزيع أوراق التصويت ، حيث فوجىء الناخبون بوجود أوراق لقوائم مرشحة في منطقة القصرين، وتتوجه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس لإلغاء الانتخابات في منطقة المظيلة ، وإعادة تنظيمها في وقت لاحق بسبب توقيف الاقتراع فيها نتيجة خطأ في توزيع أوراق الانتخابات ،وأعلنت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء ابراهيم أن "الاحتمال الغالب قد يصب في اتجاه إعادة إجراء الانتخابات في وقت لاحق لحماية حقوق كل الاطراف ولضمان شفافية العملية الانتخابية " .واعتبر الرئيس الباجي قايد السبسي أن الناخبين التونسيين أظهروا مدى تمسكهم بالمسار الديمقراطي، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تمثل محطة هامة على طريق تثبيت الديمقراطية في تونس، وانجاح التجربة التونسية المتميزة حتى الآن، وقال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في تصريح للصحافيين أن الانتخابات البلدية في تونس " عرسا انتخابيا وتونس ماضية نحو الحكم المحلي، وعنوان لترسيخ معالم الديمقراطية . والإثنين الماضي كان الأمنيون والعسكريون في تونس قد توجهوا إلى مكاتب الاقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية للمرة الأولى في تاريخهم ، وبلغت نسبة إقبال الأمنيين والعسكريين على التصويت 12 في المائة.وتنافست في هذه الانتخابات 2173 قائمة انتخابية تتنافس عل استقطاب الناخبين الذين بلغ إجمالي عددهم كمسجلين في لائحة الوطنية 5.3 مليون ناخب تونسي ، وتنافست هذه القوائم على مقاعد المجالس البلدية في 350 بلدية، تمثل أحزاب نداء تونس وحركة النهضة و الجبهة الشعبية اليساري و مشروع تونس وحزب التيارالديمقراطي وحراك تونس الإرادة. و سيعلن عن نتائجها في التاسع ماي الجاري ،على أن يتم الاعلان عن النتائج النهائية في بداية شهر جوان المقبل .
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات