38serv
قال بيرنار غيتا إن ما حدث في الجزائر في مطلع التسعينات، أعطى الحركة الإسلامية في تركيا دروسا جعلت قياداتها تستخلص أنه يجب التأقلم مع الديمقراطية، وتجنب أي صدام مع الجيش التركي “حامي المبادئ اللائكية”. بينما اعتبر ما وصفه “انقلابا عسكريا” في مصر، “بمثابة خطأ فادح بحكم أن إمكانية التناوب الديمقراطي كانت واردة”.اعتبر بيرنارد غيتا، في محاضرة ألقاها أمس بالمعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة، حول إشكالية “هل يجب إدماج الإسلاميين في الديمقراطية؟”، أن مثل هذه الإشكالية الرائجة في العالم العربي يجب تجاوزها، بحكم أن الواقع العربي لا يخضع لمسار متشابه، موضحا أن “توقيف المسار الانتخابي في الجزائر يمكن اعتباره كقرار صائب، لكن هذا التصور لا ينطبق على الواقع المصري، حيث أخطأ الجيش عندما انقلب على الرئيس مرسي”، من منطلق ما اعتبره “أن الإخوان المسلمين في مصر كانوا يسيرون نحو الإخفاق، لأنهم لا يملكون قيادات اقتصادية وسياسية فعالة قادرة على تجسيد التجربة التركية، التي أبانت عن قدرة فائقة على التأقلم مع المبادئ الديمقراطية، والتي لم تحمل المجتمع التركي نحو الخضوع للأسلمة المفروضة”، وأضاف: “كان يوجد في مصر إمكانية حقيقية للتناوب على السلطة، لكن الجيش أراد عكس ذلك تماما”. وبحسب “غيتا” فإن “الإسلاميين في تونس، أدركوا بعد مرحلة قصيرة قضوها في الحكم، أنهم سائرون نحو الإخفاق، بعد أن عجزوا عن تحسين الوضعية الاقتصادية”، وأضاف: “أدرك الغنوشي أنه كلما بقيت النهضة في الحكم، كلما أدى ذلك إلى الإسراع في فقدان شعبيتها، فقرر الانسحاب من السلطة”. وبحسب ذات المتحدث، فإنه لا يمكن النظر إلى الحركات الإسلامية في العالم كحركات متجانسة، معتبرا أن الظروف التاريخية لكل بلد تلعب دورا حاسما في تحديد علاقته بالديمقراطية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات