+ -

حتى التنسيق بين أعضاء الحكومة اهتز.. فأصبح الوزراء الأمم التي تلعن أختها.. وزير التجارة ضرب رأس وزير الشؤون الدينية بقارورة خمرǃ وحرر الخمور لتسيل حمراء وصفراء لا تنزل الأحزان ساحتها، وذلك لإسعاد الجزائريينǃولكن الولاة الذين هم أشد التصاقا بالشعب على مستوى الصلاة والسكر قالوا: إنهم لا يستطيعون تحرير الخمر في الوقت الحاضر دون أن تتعرض البلاد إلى هجمة شعبية من شعب السكارى وما هم بسكارىǃ فاضطر الوزير الأول لأن يلغي قرار وزير التجارةǃكل الناس تعرف أن عمارة بن يونس إنسان متهور، لكن لم يكن هناك أدنى شك في أن قراره الغريب هذا لم يستشر فيه، لا وزير الداخلية والوزير الأول، ولا رئاسة الجمهوريةǃوالرئيس بوتفليقة، وهو في حالة اجتماعات دائمة مع “عزرائيل” بسبب حالته الصحية، لا يمكن أن نتصور أنه يمكن أن يوافق على قرار عمارة بن يونس بخصوص الخمر وهو على ما هو عليه.. فالرئيس متشبع بقيم شعبه.. والإنسان المريض عندنا يكون أقرب الناس إلى الله وإلى فعل الخيرǃ فكيف إذن اتخذ بن يونس هذا القرار الغريب الذي ألغاه سلال دون إسناد الأمر إلى بوتفليقة، سواء في القرار المتخذ من بن يونس، أو في الإلغاء المتخذ من سلال.التفسير الوحيد للأمر هو أن الرئيس لا يتابع كما يجب أعمال الحكومة، ولا يتابع القرارات الخطيرة التي تتخذ باسمهǃوواضح أن حكاية الرسالة التي تهدد بها الرئيس على المعارضة في غرداية، حيثيات كتابتها شبيهة بالرسالة التي تهدد بها لوح على المغرب في أبوجا، وشبيهة بقرار عمارة بن يونس سقي الشعب الجزائري خمرا في آخر أيام بوتفليقةǃ أو لنقل آخر أيام حكمهǃالآن أيضا يحدث لغط كبير حول الهجوم الذي قامت به مصالح الأمن على بورصة بور سعيد، بعضهم يقول إن الأمر له علاقة بعمل أمني قامت به مصالح الأمن وحدها دون إعلام الحكومة والداخلية تحديدا وحتى وزارة المالية.. وأن معارك عنيفة تجري الآن بين الفرقاء للبحث عن بدائل لهذا الذي حدث وأدى إلى شل مصالح قناة تمويل الفساد بالدوفيزǃ أيضا سلال أوقف مشروع الإشهار لوزير الإشهار في حركة غير مفهومةǃوزارة المالية أيضا وبمبادرة منها ألغت قرار وزير السكن في موضوع طلب شهادة السلبية لمكتتبي عدلǃ وفُهم الأمر على أنه حماية لوزارة المالية للفساد في توزيع المساكن، والذي تحاول وزارة السكن محاربته بشهادة السلبية؟ǃ الحاصول، كما يقول عشراتي، أن الحكومة أصبحت تعارض الحكومة والوزراء يعارضون الوزراء والمعارضة تتفرج وتقول: الله “قوي” شيطان الوزراء ضد بعضهمǃصدق الذي قال: إن الرئيس بوتفليقة ينوي إجراء تعديلات حكومية، ولكنه صدم لأنه لم يجد ما هو أسوأ من هذه الحكومة حتى يغير.. فاحتفظ بماهو سيّئ حتى يجد الأسوأ.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات