المهازل تتواصل في بطولة "الانحراف"

+ -

 أضحت بطولة الاحتراف في الجزائر محددة في ثلاثة فصول متباينة تحدد طابع التنافس الكروي بين النوادي خلال ثلاثين جولة، في مشهد “مستنسخ” عن كل موسم مضى، لا ضمن تنافس كروي نزيه واحترافي في كل جولاته، بما يجعل البطولة الجزائرية “رائدة” في صناعة “الانحراف” الكروي في العالم. برؤية متأنية لـ”كرونولوجيا” البطولة الجزائرية التي أُلصقت بها لا “قسرا” صفة الاحتراف، نقف عند ثلاث محطات خلال موسمها الكروي، يكون فيها الضغط غائبا في الجولات العشر الأولى تقريبا، وتنتهي المباريات بما يقترب إلى واقع الفريق الأقوى فوق أرضية الميدان ولو نسبيا، ثم يتغيّر حال المنافسة ويختلف تدريجيا “الوضع الطبيعي” لإجراء المباريات، حين يكثر الحديث، في الفصل الثاني، عن “أخطاء” تحكيمية متكررة تصبّ عادة في مصلحة الفريق المضيف، بما يجعل الجدل قائما، من جديد، حول دخول البطولة الجزائرية إلى “البورصة”، يكون فيها الحكم هو الطرف المهم في معادلة “البيع والشراء”، إلى حين اقتراب المحطة الثالثة والأخيرة التي تشهد ارتفاع حدة الضغط إلى الذروة في “معركة” مسؤولي النوادي على تحقيق مكاسب رياضية بعيدة عن واقع الميدان.

المرحلة الأخيرة، التي تعيشها اليوم بطولة الاحتراف، يصبح فيها “المطرڤ” هو سيّد الموقف، ويسقط التنافس النزيه مبكرا من القاموس، ويتراجع نفوذ الحكم “قسرا” أمام “الترهيب” الذي يجتاح أغلب الملاعب الجزائرية التي تجري فيها المباريات تحت شعار “تحطّ النقط وتروح”، بشكل يجعل التكهن بنتائج المباريات سهلا، خاصة خلال المباريات المصنّفة حسّاسة، كون فوز الفريق الضيف يبدو أمرا، ليس بديهيا، إنما إجباري، بما يجعل العنف الذي ينخر جسد الكرة الجزائرية يقفز من على سياج الملاعب ويجتاح أرضية الميادين وغرف تغيير الملابس، تحت رعاية المدربين والمسيرين واللاّعبين والمقربين من النادي من أعوان أمن وأحيانا رجال الأمن أنفسهم، كون تعثّر الفريق المحلي بأرضه، خلال الأنفاس الأخيرة من عمر البطولة، من شأنه أن يتسبب في مشاكل وانزلاقات أمنية تكون نتائجها وخيمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات