باشرت عدد من الشركات التركية، في فتح فروعا ومكاتب تمثيلية لها في الجزائر، في خطوة ترمي إلى دعم تموقعها من جهة، وتوسيع دائرة نشاطها في مجال المناولة للمركبات، منها السيارات السياحية، بعد أن اكتسبت خبرة كبيرة في المجال، حيث تنشط أغلب العلامات الدولية في السوق التركي. شكّل دخول الشركة التركية ”مارتور” المتخصصة في صناعة مقاعد السيارات والتي أقامت وحدة صناعية لها بوهران، مدخلا لشركات تركية باشرت إجراءات دخولها للسوق الجزائري لدعم شبكة المناولة في المركبات والذي يشكل نقطة الضعف الكبيرة في صناعة السيارات بالجزائر. ومن شأن هذا العامل أن يدعم من قدرة السوق في توفير العرض المطابق للمواصفات المطلوبة من المصنعين الدوليين والرفع من نسبة الإدماج التي تبقى ضعيفة بالنسبة للمشاريع الأربع المعتمدة.وساهمت الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في دفع مسار دخول الشركات التركية إلى الجزائر، والذي يتجاوز مجال صناعة السيارات، ليمتد إلى الحديد والصلب والنسيج.وتعد شركة ”مارتور” التركية، أحد مناولي شركة رونو، حيث أقامت مصنعها في واد الكرمة بوهران بالقرب من مصنع واد تليلات، وبالمنطقة الذي يرتقب أن تحتضن مصنع ”بيجو”، وحققت الشركة التركية عبر فرعها الجزائري رقم أعمال بـ 7 مليون أورو في أقل سنة نشاط، وتوقعت بلوغ 20 مليون أورو السنة الماضية، حيث تسلم الشركة نحو 50 ألف مقعد لمصنع رونو وحده مقابل 14 ألف مقعد في 2016، وبرمجت الشركة مشروع مصنع جديد في الجزائر.في نفس السياق، فتحت الشركة التركية ”أر بي ار” فرعا لها بالجزائر، وتوفر شركة المناولة قطع غيار لعدة علامات، منها بيجو سيتروان ورونو وإيفيكو. وطورت تركيا صناعة السيارات منذ السبعينيات، مع استقطاب أهم العلامات الدولية منذ التسعينيات، وتجاوز مستوى الإنتاج للمركبات 1.7 مليون وحدة، مما يضع تركيا في المرتبة 17 عالميا. وفي منتصف 2017 اقترحت تركيا دعم شبكة المناولة في الجزائر. علما أنه وفق تقدير وزارة الصناعة، فإن العدد الإجمالي للمؤسسات الجزائرية النشطة في مجال المناولة الصناعية لا يتعدى 900 مؤسسة، أي نسبة 10 في المائة من مؤسسات النسيج الصناعي، مقابل 20 في المائة في تونس و30 في المائة في المغرب. وقد قام في نوفمبر 2016 وفد تركي ممثلا لـ”تورغت إيفينت” وهي جمعية تضم عدة مصنّعين وشركات تركية مقرها ”بورصة” بمعية جمعية مصدّري صناعة السيارات، بزيارة إلى الجزائر لعرض التجربة التركية في مجال المناولة وصناعة المركبات، وأبدوا استعدادهم للتعامل وفق قاعدة 51 و49 في المائة، والتزم الأتراك بإقامة شراكات وتصدير أيضا قطع الغيار. 15 مصنعا في تركيا وصادرات بـ 25 مليار دولارتشكل تركيا إحدى أهم مناطق النشاط بالنسبة لصناعة السيارات، سواء تعلق الأمر بالتصنيع أو المناولة، حيث ينشط في تركيا 15 مصنعا من أكبر العلامات الدولية، كما تحتضن تركيا أكثر من 4000 شركة تجهيز، من بينهم نحو 220 شركة أجنبية تشغّل أكثر من 400 ألف عامل. ووضعت الحكومة التركية ضمن أهدافها آفاق 2023، مع الاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة الجمهورية التركية تجاوز 500 مليار دولار صادرات، منها 150 مليار دولار صادرات قطاع السيارات الذي يقدّر حاليا بنحو25 مليار دولار. وتبلغ قدرة الإنتاج بـ 1.7 مليون وحدة سنويا، وتصنّف تركيا سادسة في أوروبا، وتقوم أنقرة بتصدير قرابة 17 في المائة مما ينتج.
وتقدّر قيمة صادرات السيارات السياحية بـ 8.5 مليار دولار، وتوجّه ثلثي الصادرات إلى السوق الأوروبي، واستطاعت تركيا بفضل انفتاحها والمزايا الممنوحة، في استقطاب أكبر علامات التجهيز مثل ”ديلفي” و”ليير” و”لوكاس” و”بوش” و”اليو” التي تزوّد مصانع العلامات الدولية للسيارات، وتتركز هذه الصناعة بين مدينة بورصا التي تتواجد بها مصانع ”فيات، رونو وبيجو” وشرق اسطمبول التي تتواجد بها ”فورد،تويوتا،هوندا،هيوندا” وأضيف إليها مؤخرا مدينة ”جيبز” في نشاطات جديدة لصناعة السيارات.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات