لقد فقَدَت المجتمعات الّتي لم تتّخذ الإسلام دينًا وشريعته نهجًا المرأة المربّية للأجيال، وفقد أطفالُه الأمَّ الحنون، وأضاع الرّجال الزّوجة الكريمةَ والشّريكة الفاضلة، لأنّها مجتمعات سادت فيها المادة، وأُطلق فيها العنان للشّهوة، فضاعت قيم المرأة، وتفكّكت الأسرة، وخسر المجتمع برُمّته. يرى الدّين النّصراني المنسوخ بشريعة الإسلام، والمُحرّف بأيدي قساوسةٍ ضالين ودسائسِ يهودٍ مغضوب عليهم، يرى أنّ المرأة ينبوع المعاصي وأصل السيّئة والفجور، ويرى أنّ المرأة للرّجل باب من أبواب جهنّم، وأنَّ منها انبجست عيون المصائب الإنسانية جمعاء. كما ترى النّصرانية أنّ العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها، وترى أنّ السّمو لا يتحقّق إلاّ بالبُعد عن الزّواج، فمجتمعٌ يدين بهذه النّظرة المقيتة لا يمكن أن يُنصف المرأة ويضعها في موضعها اللائق بها، ولا يمكن أن ينظر إليها نظرة تكريم، ولذلك كان الرّجال في بريطانيا يبيعون زوجاتهم في القرن الثامن عشر، حتّى صدر قانون يمنع ذلك سنة 1930، وأخذت النّساء تحظى ببعض الحقوق الّتي هي في الحقيقة عقوق لأنّها ما فتئت تفسدها أكثر ممّا تُصلحها، فالمرأة عند غير المسلمين دنس ورجسٌ تحت حُكم الكنيسة ورهبان النّصارى، فلمّا انقلب المسيحيون على الكنيسة وألغوا حكمها وسلطتها وحصروا الدّين داخل الكنيسة، أخذوا يقدّسون هذا المدنّس ويُدنّسون ذاك المقدّس، فنبذوا الدّين وقيودَه، وأطلقوا الحرية البهيمية الّتي شجّعها وخطّط لها شياطين الرّجال منذ القرن التاسع عشر. وقد دلّت إحصائيات كثيرة على خطورة وضع المرأة في الدول المتقدمة حضاريًا المتأخّرة أخلاقيًا، في ظلّ تحطّم الأسرة والأمومة، وجرّاء البُعد عن أيّ قيد سواء كان دينيًا أو عرفيًا أو إنسانيًا، وبعد تلك الحريّة الجنسية الواسعة الّتي عصفت بالأخضر واليابس، فالأرقام الّتي ذكرتها الإحصائيات ستبيّن بوضوح حجمَ مأساة المرأة ومعاناتها وذلّها وهوانها واستعبادها والتحرّش بها في بلاد الغرب، وتُظهر أنّ المرأة المهانة ليست المرأة الّتي تلبس الحجاب أو ترتدي النّقاب، ولا المرأة الّتي تعيش في حيّزٍ من الصّون والكرامة، وإنّما المرأة المهانة هي امرأةُ الحريات المزعومة، وامرأة التقدّم المادي والتخلّف المعنويّ.ففي إسبانيا عام 1990 قُدّم 130 ألف بلاغٍ عن الاعتداء الجسدي والضّرب المبرّح للنّساء مِن قبل الرّجال الّذين يعيشون معهنّ، سواء كانوا أزواجًا أو أصدقاء. ويقول أحد المحامين: إنّ الشّكاوى بالاعتداء الجسدي والضّرب المبرّح بلغت عام 1997 54 ألف شكوى، وتقول الشرطة إنّ الرقم الحقيقي عشرةُ أضعافِ هذا العدد.ونشرت مجلة أمريكية في عام 1997 أنّ 6 ملايين امرأة عانين سوء المعاملة الجسدية والنّفسية بسبب الرّجال، وأنّ 70% من الزّوجات يعانين الضّرب المُبرّح، و4 آلاف يُقتلن كلّ عام ضربًا على أيدي أزواجهنّ أو من يعيشون معهنّ. وفي عام 1982 أصبح 80% من المتزوّجات الأمريكيات مطلقات بعد عِشرةٍ دامت خمسة عشر عامًا. وهذا حسب ما قدّمه معهد دراسات دوْلية حول المرأة، وهو معهد عالمي معترف به. وهذه الإحصائيات الفظيعة قطرة من بحر، فقد تجنّبنا ذكر الإحصائيات الّتي يخجل من ذكرها اللّسان، ويستحي من أن يسمعها كلّ ذي شأن، مثل ما يتعلّق بالإجهاض، والاغتصاب، والتّعقيم الّذي يجرى لبعض النّساء من ذوي الأصول الّتي يراد لها الفناء، الّتي تبيّن ما تعانيه المرأة بعيدًا عن الإسلام، وتظهر حجم المأساة الّتي تلاقيها النّساء من الحرّية الّتي قُدّمَت لها.ومن الإحصائيات المعلنة أنّ هناك 75% من نساء ألمانيا يشعرن بالخوف خارج المنزل عند حلول الظّلام، وترتفع النّسبة في بعض المدن إلى 85%. وممّا ذُكر أيضًا أنّ بلدية لندن خصّصت حافلاتٍ خاصةٍ للنّساء من السّاعة السّادسة مساء إلى منتصف اللّيل، وهذا ليس تكريمًا لهنّ وإنّما بسبب الاعتداء عليهنّ.ومن صور امتهان المرأة وإذلالها بعيدًا عن الإسلام ما يقع عند اليهود الغاصبين لأرض فلسطين، حيث يحرّض الحاخامات على امتهان المرأة، ويصفونها ويعاملونها بأقبح صفة ومعاملة، فقد كتب وزير سابق يقول: “إذا سقط رجلٌ وامرأة في نهر، فالإنقاذ يكون للرّجل أوّلاً قبل المرأة، فهو الّذي يُحيي الشّريعة، أمّا المرأة فمخلوقة للبيت”، وكتب يقول ممتهنًا المرأة: “وفي الصّلوات اليومية الثلاث يشكر المصلّي ربّه لأنّه لم يخلقه امرأة”. بل إنّ أحدهم قال: لأن يمشي الرّجل بين كلبين أو خنزيرين خير له من أن يمشي بين امرأتين.هذا هو حال المرأة بعيدًا عن شريعة الإسلام، وهذه مآلات الحرية الّتي رسمتها برتوكولات الصّهاينة، وأدعياء الحضارة والمدنية، وتلك هي قيمة المرأة عند اليهود، لكنّنا لم نسمع انتقادًا لهم ولتعاليم شريعتهم، ما نسمعه ونراه إلاّ الهجوم على الإسلام ومبادئه من قِبل مَن استعبدهم اليهود.إمام مسجد الرّحمن - براقي
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات