دخلت تركيا، منذ سنوات، في سباق مع الشركاء التقليديين للجزائر للظفر بحصة في سوق تعتبره أنقرة بوابة للقارة السمراء. وعكس تزايد الاستثمارات التركية وتزايد عدد الشركات التركية النشطة في الجزائر تحرص أنقرة على جعل الجزائر نقطة ارتكاز، خاصة أن الجزائر تعد أيضا أهم ممول لتركيا بالغاز. وترتبط تركيا والجزائر بعقود طويلة الأجل في مجال الغاز، حيث تمد الجزائر تركيا بنحو 4 ملايير متر مكعب سنويا من الغاز لعقد يمتد إلى غاية 2024. شكلت تركيا أهم مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حسب تقديرات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار برسم سنة 2017. ويمثل مشروع مركب النسيج سيدي خطاب بغليزان أهم الاستثمارات التركية في الجزائر، حيث تقدر قيمته الاستثمارية بـ155 مليار دينار أو ما يعادل 1.35 مليار دولار، على أساس شراكة بين المجمع الصناعي للنسيج والألبسة عن الجانب الجزائري والمجمع التركي ”تايبا”، ويرتقب أن يساهم المشروع الذي يشغل 25 ألف شخص في تغطية جزء كبير من حاجيات السوق وتصدير ما قيمته ملياري دولار في غضون 2019 - 2020. ومن بين المشاريع الكبرى التي جسدها الأتراك مجمع الحديد والصلب ”توسيالي الجزائر” بوهران، الذي أضيف له مصنع للأنابيب ببطيوة. وتقدر قدرة إنتاج المركب بمليون طن سنويا، وساهم في استرجاع النفايات الحديدية وتقليص الواردات.وعلى العموم، فإن عدد المؤسسات التركية النشطة في الجزائر يقدر بـ988 مؤسسة يشغلون أكثر من 30 ألف عامل، مقابل استثمارات تقدر بمليار دولار، ما يجعل من تركيا أحد أهم الفاعلين الاقتصاديين. ومن بين المؤسسات النشطة هناك نحو 250 مؤسسة تركية كبيرة تنشط في مجالات صناعية مثل إنتاج مواد التنظيف عبر شركة ”حياة القابضة” النشطة منذ 2006 عبر مصنعين في بوينان والبليدة. وسعت تركيا إلى إقامة منطقة تبادل حر مع الجزائر، لكن المقترح الذي تقدم به الأتراك لم يلق استجابة من الجانب الجزائري، والأمر نفسه ينطبق على مسألة التأشيرات أيضا.بالمقابل، استفادت الشركات التركية من الصفقات والطلبات العمومية بمشاريع فاقت 7 ملايير دولار، حيث تنشط الشركات التركية في عدة مجالات منها البنى التحتية والبناء والأشغال العمومية. وتسعى تركيا إلى زحزحة العملاق الصيني وشركاته التي تتموقع في القارة الإفريقية، من خلال عروض متعددة تجلت في برامج دعم ومصاحبة مثل تلك التي تقوم بها وكالة ”تيكا” في العديد من المناطق بدعم من الحكومة التركية، حيث ساهمت الشركة في إعادة ترميم وتأهيل عدد من المعالم بداية بمسجد كتشاوة ودار حسن باشا بالعاصمة والتي تم إقرارها بناء على اتفاق وقع خلال زيارة الرئيس طيب رجب أردوغان إلى الجزائر في سبتمبر 2013، كما تتولى بدعم من شركة ”توسيالي” عملية ترميم قصر الباي الذي بني سنة 1792 ومسجد باشا الذي أقيم سنة 1796.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات