+ -

فاجأت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أمس، بإعلانها إجراء المقابلة النهائية لكأس الجزائر لكرة القدم بين مولودية بجاية وأمل الأربعاء يوم 2 ماي القادم (سا:16.00) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.ولم يخض بيان الفاف في أسباب نقل المقابلة النهائية لكأس الجزائر للموسم الجاري إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ولا في أسباب تغيير موعد إجراء المقابلة، إلا أن الواضح أن نقل المقابلة إلى ملعب البليدة، قبل أسبوعين من موعدها، مرتبط بوتيرة الأشغال التي يعرفها ملعب 5 جويلية، الذي كان من المقرر أن يحتضن النهائي يوم 1 ماي القادم.ويأتي القرار مخالفا للتطمينات التي قدمها وزير الرياضة، محمد تهمي، حين أكد أن أكبر ملعب في الجزائر سيكون جاهزا لاحتضان العرس الكروي لنهائي كأس الجزائر بعد الزيارة التفقدية التي قادته مؤخرا إلى الملعب قبل تنقله إلى القاهرة لحضور عملية التصويت على اختيار البلد لتنظيم “كان 2017”، عندما تجول وسط الورش المعنية بمختلف الأشغال التي انطلقت بالملعب شهر مارس 2014، وهي الزيارة التي تحدث فيها تهمي عن تقدم الأشغال تحسبا للنهائي المرتقب. وبإعلان نقل إقامة المقابلة النهائية إلى ملعب “مدينة الورود”، يعني أن تقصيرا سجل في الالتزام بالموعد في إنهاء الأشغال، كما يعني أن ما كان يعتبر احتمالا تحوّل إلى واقع، حذر منه المختصون الذين تحفظوا عن إنجاز الأشغال بالملعب في ظرف قصير، حتى بعد انضمام خبرة وزارة السكن إلى المشروع، بأمر من الوزير الأول، عبد المالك سلال، إثر حادثة مقتل مناصرين اثنين من اتحاد الجزائر. كما عبّر تهمي وقتها عن تفاؤله بإنهاء الأشغال الضرورية وفقا للجدول الزمني المبرمج، بعد انطلاق أشغال المرحلة الثانية.ويتنافى القرار، الذي نقلته الفاف على موقعها، مع الشروح التي قدمها مدير مركب 5 جويلية، يوسف قارة، عندما تحاشى في تصريحات صحفية سابقة التحفظ على أي جانب من الأشغال، بل بالعكس عبّر عن تفاؤله لسير الأشغال، وسار على درب مسؤوله الوزير بإقراره أن المقابلة ستقام في الموعد المحدد بالملعب الذي يديره، منذ حادثة مقتل المناصرين المذكورين في اتحاد الجزائر.ولم يكن تهمي الوزير الوحيد الذي تفاءل بإتمام الأشغال في وقتها، حيث طمأن بدوره وزير السكن عبد المجيد تبون، الذي تولى مسؤولية مرافقة زميله تهمي في الأشغال، هو أيضا في تصريح صحفي له عقب زيارته إلى الملعب، أن الأشغال ستنتهي قبل موعد إقامة النهائي بأسبوعين.وشهد الملعب الأسطوري انهيار جزء من المدرج العلوي يوم 21 سبتمبر 2013، ما خلّف ضحيتين من أنصار اتحاد الجزائر في اللقاء المحلي أمام مولودية الجزائر، ما استدعى السلطات العمومية إلى غلق ملعب 5 جويلية بالموازاة مع إقرار فتح تحقيق، ثم بعث أشغال الترميم. ووقتها أطلقت السلطات العمومية حملة إعادة فحص كل الملاعب والمرافق الرياضية، واستنجدت بخبرة مركز المراقبة الفنية للبنايات، خشية حدوث مأساة مماثلة.

تأخر الأشغال يثير المخاوف من الانزلاقاتكلفت المرحلة الأول للأشغال ملياري دينار، وتسهر عدة شركات صينية على إنجازها رفقة شركات جزائرية وفرنسية، والواضح أن تغيير مكان إجراء المقابلة النهائية يرجح تبريره بالتخوفات من حدوث انزلاقات أمنية، بسبب بقايا الأشغال التي يمكن استعمالها في الرشق، برغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذ عادة في هذه المناسبة الكروية. ويعني نقل المقابلة إلى ملعب البليدة، أن احتمال غياب بوتفليقة عن النهائي يبقى واردا جدا في هذه الحالة، بالنظر إلى طبيعة هيكل الملعب الذي يبقى يفتقر إلى العديد من الوسائل، وأيضا الحالة الصحية للرئيس، ما يرجح حلول الوزير الأول، عبد المالك سلال، مكانه لتسليم الكأس للفائز بها، مثلما كان عليه الحال في المناسبة الأخيرة.للإشارة، احتضن ملعب 5 جويلية 1962، الذي تم تدشينه يوم 17 جوان 1972، عدة تظاهرات رياضية، خاصة الألعاب المتوسطية لسنة 1975 وأيضا كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم الوحيدة التي فازت بها الجزائر سنة 1990 بقيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي.ولم تكن المقابلة النهائية لكأس الجزائر السبب الوحيد الذي أدخل وزارتي الرياضة والسكن في حالة طوارئ لإنهاء الأشغال في آجالها، فقد كان الملعب واحدا من الملاعب الأربعة المرشحة لاحتضان “كان 2017”، قبل أن يقع اختيار الكاميروني عيسى حياتو على الغابون لتنظيم الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا، مفسدا عرس كل الجزائريين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات