+ -

خسرت السلطة رسميا معركة ملعب 5 جويلية الأولمبي بعد أيام قليلة من فشلها في فرض هيبتها قاريا، حين سقطت في القاهرة أمام تمرّس الغابون في لعبة الكواليس، كون نهائي كأس الجزائر الذي كان مقررا في الملعب الأولمبي بالعاصمة سيجري في نهاية الأمر، مرة أخرى، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.الفشل في كسب رهان جديد له علاقة أيضا بأكبر ملعب في الجزائر، يطرح عدة تساؤلات حول جدية الوعود المقطوعة من طرف عديد الوزراء على اختلاف قطاعاتهم، وتطمينات المدير العام تلو الآخر بشأن جعل هذا الصرح الرياضي ملعبا حديثا وعالميا بكل المقاييس، بعد صفحات المهازل التي عرّت “بريكولاج” جملة من المسؤولين، سواء بسبب فضائح عملية سيلان المياه أو العشب الطبيعي الكارثي أو تهاوي المدرجات وتسجيل وفيات وسط الأنصار.ملعب 5 جويلية الأولمبي الذي كان بالأمس عنوانا للإهمال والتسيب والتلاعب أيضا بالمال العام، أضحى اليوم مصدر إحراج السلطة التي لم تقو أن تحوّل الملعب من مرآة الفضائح إلى مصدر للافتخار، كون خيار جعله أهم ورقة لتلميع صورتها لم يكن موفقا، فالسلطة التي بحثت عن تأييد الأفارقة لجعل ملعب 5 جويلية يحتضن سنة 2017 مقابلتي الافتتاح والنهائي لكأس أمم إفريقيا، لم تنجح حتى في تجهيزه لاحتضان نهائي كأس الجزائر، رغم تكليف وزير الرياضة ووزير السكن والعمران، وحتى وزير التكوين المهني، لمتابعة ملف تهيئته وتوسيعه وغلقه.وما يثير الاستغراب أن ملعب 5 جويلية الأولمبي، مصدر صداع السلطة، التهم ملايير الدينارات وتسبب في إقالة مديرين عامين وأغلق لسنوات وفي عدة مناسبات، دون أن يستعيد بريقه، ونال في مشروع التهيئة الجديد “شرف” تجهيزه بمصعد حتى يتسنى فقط لرئيس الجمهورية، في حال عودته إلى الملاعب، تسليم الكأس دون أن أي عائق. ومع ذلك، فإن السلطة خسرت سباقها ضد الساعة في الملعب الأولمبي. ملعب 5 جويلية الأولمبي يراوح مكانه، لكن المشاريع به تتغير على الورق في كل مرة دون أن تنجز. وإذا انطلقت به عملية الانجاز، فإن الأشغال لن تنتهي. وإذا قاربت على الانتهاء، فإنه لن يتم استغلاله، فالقصة بدأت بعد أن تهاوت المدرجات، وكانت البداية بالإعلان عن إعادة تهيئته وتوسيعه وتغطيته، ثم تم التراجع عن كل الأشغال للتأكيد بأن عملية التوسيع ستتأجل إلى ما بعد “الكان” لضمان جاهزيته في حال الفوز بالمعركة على مستوى “الكاف”، ثم اقتنعت السلطة بأنه يتعين إحداث تهيئة المنصة الشرفية دون التوسيع أو التغطية إلى حين إجراء نهائي الكأس، غير أنها خسرت مرة أخرى رهانها دون أن تقرّ بفشلها في احترام الآجال والوعود.نقل المباراة النهائية لكأس الجزائر خارج الملعب الأولمبي مؤشر قوي على أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيغيب مرة أخرى عن العرس الكروي، وبأن الوزير الأول عبد المالك سلال سينوب عنه مرة أخرى لتسليم الكأس. لتبقى مشاريع التوسيع والتغطية وآجالها معلقة، فالأشغال التي لم يؤثر في تسريع وتيرتها ضغط الموعد الرئاسي، لا يمكنها أن تتأثر بضغط أي موعد آخر، حتى ضغط الفضائح.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات