بخلاف ما قد يظنه البعض حول ما حدث في البورصة الأمريكية وتسبب بموجة التذبذب الواسعة النطاق خلال الأيام الماضية، فإن عمليات البيع والشراء الضخمة لم ينفذها مدراء متوترون أو مجموعات من المتقاعدين القلقين على مصير مدخراتهم أو أي من الوسطاء والمضاربين، بل أنجزت عبر آلات تولت بنفسها اتخاذ قرارات التداول.وتنفذ برامج الكمبيوتر أوامر البيع والشراء على أساس نظام الحلول الحسابية معقدة الصيغ، دون أن يشارك الإنسان في هذه العملية. وتتراوح نسبة التداولات التي تنفذها أجهزة الكمبيوتر في يوم التداول النموذجي ما بين 50 إلى 60 في المائة من إجمالي صفقات السوق، أما خلال الجلسات المتقلبة فإن النسبة قد تقفز لتصل إلى 90 في المائة من الصفقات، وفقاً لآرت هوغان، رئيس استراتيجيات السوق لـ "بي رايلي أف بي آر" للخدمات المالية.وانخفض مؤشر داو جونز بقرابة 1600 نقطة خلال الجلسة الإثنين، قبل أن يستعيد أكثر من 400 نقطة، منهيا اليوم بانخفاض 1175 نقطة. وافتتح مؤشر دوا تعاملات الثلاثاء بتراجع 567 نقطة، قبل أن يقفز بقوة ليكسب 350 نقطة بعد وقت قصير.وقال هوغان إن الجهاز يتخذ "قراراً على أساس أننا وصلنا إلى مستوى الشراء أو البيع"، ولكن المشكلة "مع نظام الحلول الحسابية أنه متشابه لدى كل الأجهزة تقريبا، وترتبط برمجته بنقاط الشراء أو البيع نفسها ما يسبب سرعة وزخما في التأرجح. وهذا لا يعني أن البشر لم يلعبوا أي دور في تحركات سوق الأسهم، بل إن الإعلان عن زيادة تفوق المتوقع في الأجور وفقا لتقرير الوظائف المنشور الجمعة دفع المستثمرين إلى إجراء صفقات بناء على الافتراضات حول ما قد يعنيه ذلك بالنسبة للتضخم والتدابير التي قد يتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي للمضي قدماً.ويقول الخبراء إن التجار البشر قد يكونون أبطأ للعودة إلى السوق في حالته المتذبذبة. ويمكن أن يسمح تردد الإنسان بالبيع على نحو أطول وأعمق.وأوضح كبير الاقتصاديين في شركة "أمريبريس فينانسيال"، راسيل برايس، أن الآلات "تقوم بعمل جيد جدا عبر أخذ قرارات ليست مرتبطة بالمشاعر عند تنفيذ عمليات الشراء أو البيع القصيرة الأجل." وأضاف: "سنراها (الآلات) على الأرجح تنفّذ عمليات شراء للاستفادة من التراجعات الأخيرة على أسعار الأسهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات