كشفت مصادر موثوق بها، أن الوزير الأول، عبد المالك سلال، كان على علم أن الجزائر لن تفوز بتنظيم كأس أمم إفريقيا 2017، قبل تنظيم الجمعية العامة للكنفيدرالية الإفريقية، التي شهدت الإعلان عن اسم الغابون لتنظيم الدورة، ما يفسر في تقدير المصادر نفسها، التي تحدثت إلى ”الخبر”، عدم صدور رد فعل من جانبه، رغم صدمة النتيجة على كل الجزائريين.تلقى الوزير الأول، عبد المالك سلال، أخبارا عن الطبخة التي كان يقوم بإعدادها رئيس الكاف، ”العجوز” عيسى حياتو في الكواليس، وبلغته المعلومات من مصادر مسؤولة، إلا أنه احتفظ بالأمل لإقناع حياتو بجدية ملف الجزائر لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2017 عندما طلب استقباله في الجزائر بحثا عن دفعه إلى تغيير موقفه من الجزائر لتنظيم الدورة القادمة.ولم يكن بإمكان الوزير الأول، عند لقائه حياتو، القيام بأكثر من شرح أهمية وقوة الملف الجزائري وتسليط الضوء على الورش العديدة التي أطلقتها السلطات العمومية لإنجاز وترميم الملاعب من أجل إنجاح التنظيم، وأيضا تقديم ضمانات سياسية بوقوف السلطات العمومية وراء الفاف لإنجاح تنظيم كأس أمم إفريقيا، في الوقت الذي كان يبدو أن حياتو حسم الملف لصالح الغابون في انتخابات مغلقة، ولم يغيّر موقفه من منح التنظيم إلى هذا البلد الصغير لاعتبارات غير رياضية أبعدت الجزائر من الفوز، برغم تجاوز الملف الجزائري الاستجابة لكل الشروط التي تفرضها ”مملكة” حياتو، وهو ما يفسر صمت الوزير الأول، رغم حجم الخيبة التي شعر بها الرأي العام الرياضي والجدل المثار حول الدور الدبلوماسي للسفارات الجزائرية للدفاع عن الملف.الانسحاب من المنافسة كان مطروحاوأضافت المصادر نفسها أن انسحاب الجزائر من سباق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2017 كان مطروحا في أعلى المستويات، خاصة بعد صدمة إخفاق الجزائر في تنظيم إحدى دورتي 2019 و2021 لكأس أمم إفريقيا.وخشيت السلطات العمومية أن يعرف ملف الجزائر مصير السباق الأول نفسه، الذي حسم لصالح كوت ديفوار والكاميرون، إلا أن سرعان ما تراجعت السلطات العمومية عن هذا البديل، بحسب المصادر نفسها، بعد ذوبان الجليد في العلاقات بين رئيس الفاف محمد روراوة، ورئيس الكاف عيسى حياتو، وأيضا انسحاب مصر من السباق وإعلانها مساندة الجزائر.روراوة عاجز عن انتقاد حياتوقدر رئيس الفاف، محمد روراوة، أن عودة الدفء إلى العلاقة بينه وبين رئيس الكاف، قد تمهد الطريق للجزائر لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2017، إلا أن حياتو، مثلما يبدو، لم تكن نواياه حسنة حيال رئيس الفاف، حيث سعى إلى ربح الوقت وطمأنة روراوة على ملف الجزائر ليقطع عليه الطريق للانضمام إلى صف الاتحاديتين المناوئتين له، وهما اتحاديتا المغرب وتونس بفعل العقوبات التي طالتهما من الكاف. وقد نقل على لسان روراوة، أنه رغم أنه كان متأكدا أن النتيجة لن تكون في صالح الجزائر، إلا أنه احتفظ ببصيص من الأمل وكان يعتقد أن حياتو قد يحسم التنظيم لصالح الجزائر بعدما أوضح لرئيس الكاف، أنه لن يخطط لاستخلافه في رئاسة الهيئة القارية. ورغم تأكد النوايا السيئة لحياتو، بعد الإعلان عن النتيجة، فإن روراوة لم يجرؤ على انتقاد الإمبراطور الكاميروني، لأنه مقيد بما يسمى بواجب التحفظ، كما أنه لا يستطيع أن يحدث ثورة في البيت الذي يسكنه، رفقة أعضاء اللجنة التنفيذية، إلا إذا فكر في الاستقالة.الجزائر تضيّع فرصة إسقاط إمبراطور القارةفوتت الجزائر الاستثمار في لعب ورقتين هامتين في العاصفة التي أثارها حياتو ضد الجزائر، الأولى تتمثل في ضياع فرصة عدم تنظيم ”كان 2015”، خلفا للمغرب، والثانية تتمثل في الانضمام إلى حلف الاتحاديتين المغربية والتونسية. ففي الوقت الذي كانت الفرصة مواتية لتنظيم الدورة الأخيرة لكأس أمم إفريقيا، قدرت الجزائر أنها لم تكن مستعدة لتنظيم الموعد القاري، كما أنها لم ترد إحراج الجار المغربي الذي انتزع منه التنظيم بعدما تعذر عليه استضافة الدورة في وقتها بدعوى تخوفه من داء إيبولا.وضيّعت الجزائر أيضا فرصة الانضمام إلى حلف تونس والمغرب، لتوسيع جبهة المعارضة لحياتو بعدما قام هذان البلدان بالإعلان الحرب صراحة ضد الكاف في خطوة نادرة، وبالضبط ضد رئيسها الذي كشفت الوقائع الأخيرة كل مناوراته، وكان بالإمكان أيضا الضغط على حياتو لإرغامه على تغيير سياسيته وإضفاء الشفافية على تسييره، واحترام التناوب على تقلد منصب المسؤول الأول على إمبراطورية كرة القدم الإفريقية، وخاصة على رفع الضبابية عن جلسة الإعلان عن الفائز بتنظيم دورات كأس أمم إفريقيا برئاسة ”الملك” حياتو.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات