السلام عليكمتابعت ما كتبته في عمودك بجريدة “الخبر” تحت عنوان: “هل أصبح التشيّع سبة؟ǃ”، وقد وقعت من خلاله في خطأين لا يرتكبهما مثقف وصحفي متمرّس، وهما:أولا: معتنقو المذهب الإباضي لم يأتوا من الجزيرة العربية (وهي الفكرة التي يروّج لها الجهّال في غرداية أثناء حرب داحس والغبراء الأخيرة)، بل هم أمازيغ أحرار، أي السكان الأصليون لشمال إفريقيا منذ آلاف السنين، وحتى قبل دخول العرب والإسلام، وإنما مذهبهم حملته جماعة صغيرة يسميهم الإباضية بـ”حملة العلم” من المشرق، بسبب اضطهاد الأمويين لهم، فوجدوا تقبلا لهذا المذهب لدى فئة من الأمازيغ ودائما بسبب طغيان أمراء بني أمية، الذين كانوا يفرضون عليهم الجزية حتى بعد اعتناقهم الإسلام، أي جعلوا منهم مسلمين من الدرجة الثانية، فوجدوا العدالة في هذا المذهب.ثانيا: قلتَ إنهم هربوا إلى الصحراء (غرداية) فوجدوا الأمن والأمان وأسسوا دولتهم هناك، والصحيح أنهم أسسوا الدولة الرستمية في كامل الجزائر، وكانت عاصمتها تيهرت (تيارت حاليا) ولم تكن وقتها غرداية، والتي أسسوها بعد سقوط دولتهم على يد العبيديين الفاطميين، أي أنهم لم يؤسسوا دولة في غرداية، لا في الماضي ولا في الحاضر، وهو ما يروّج له أيضا دعاة الفتنة ويتهمونهم بطلب الانفصال، لأنهم ببساطة جزائريون ويعيشون تحت الدولة الجزائرية.ملاحظة: أرجو أن تكون لك الشجاعة الكافية لنشر هذا التصحيح للفائدة العامة.د/ سليمان ناصر
يا دكتور المذهب الإباضي حملته إلى الجزائر أقلية مضطهدة من الأمويين فاعتنقه الأهالي في الجزائر.. والإسلام أيضا جاءت به إلى الجزائر أقلية واعتنقه الأمازيغ في شمال إفريقيا.أين الخلاف بيني وبينك؟ǃ فأنت تصحّح الصحيح بالصحيح أيضا؟ǃهل باستطاعتك أن تقول لي لماذا لم تبق الإباضية في كامل الجزائر (تيارت مثلا) وبقيت في غرداية؟ǃ نعم معتنقو المذهب الإباضي لم يأتوا من الجزيرة العربية، لكن المذهب جاء من هناك، كما جاء الإسلام أيضا، فلا تحاول إسقاط مشاكل اليوم على قضايا الأمس.أنا لم أقل إن الإباضيين ليسوا جزائريين ولا يعيشون مثل بقية الجزائريين في دولة الجزائر.. فلا تقوّلني ما لم أقله.أحذر يا دكتور وأنت رجل علم وبحث أن تتحوّل المشاكل الظرفية التي تعيشها منطقة غرداية العزيزة إلى حساسية مفرطة لا مبرر لها نحو بقية مناطق الوطن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات