+ -

 استُقبل الوزير الأول، عبد المالك سلال، خلال عدد من محطات زيارته إلى ولاية ورڤلة، أمس، وسط هتافات مواطنين رددوا “رانا محڤورين”، لخصوا عبرها ما قالوا إنها معاناة تستمر لسنوات مع البطالة والمياه الصالحة للشرب، وكذا العراقيل التي تمنع حصولهم على قطع الأرض وحرمان مناطقهم من الترقية الإدارية.سلال بشأن الدستور: “كي يزيد نسموه بوزيد” الوزير الأول في موضوع “الكان”: “اللّه غالب لعبوهالنا”أصعب محطة واجهت سلال خلال وقوفه الأول بمدينة تڤرت كانت حي ذراع البارود، الذي مر بأحداث أليمة قبل أشهر، حيث شهدت مفاوضات عسيرة بين السلطات المحلية والسكان الذين تجمعوا عند مدخل محطة تحلية المياه التي كان الوزير الأول يعتزم تدشينها، بسبب إصرارهم على مقابلته وإطلاعه على حقيقة الأوضاع التي يعيشونها. وفي هذا الحي ذي العمران البسيط والطرقات غير المهيّأة، يستظهر حمزة الوثائق التي تثبت قبول توظيفه في الشركة الوطنية لحفر الآبار لكن دون أن يحصل على وظيفته إلى اليوم، ويستعرض أحمد شهاداته الجامعية في اللغة الانجليزية والعلوم التجارية والصحة دون أن يشفع له ذلك في الحصول على وظيفة.يقول سكان ذراع البارود إنهم شبعوا من “الوعود الكاذبة”، فمنذ 2013 والسلطات تمنيهم بالحصول على قطع أرضية دون أن توفي بوعدها، أما المشكلة الأخرى التي تؤرق السكان، فكونهم تابعين إداريا لبلدية النزلة، بينما هم يريدون بلدية خاصة بهم (37 ألف نسمة)، لأنهم كما قالوا يعانون من مشاكل “عنصرية” مع هذه البلدية التي يختلف سكانها “عرقيا” عنهم.هذا الحي لا تزال تسكنه غصة الأحداث التي عاشها في نوفمبر 2014، حين قتل 4 شباب منه إثر فض اعتصام قاموا به للمطالبة بحقوقهم. “في ذلك اليوم قُتل أخي”، يقول محمد (32 سنة): “كان يطالب بقطعة أرض قبل يومين من وصول أحد الوزراء إلى المدينة، ففوجئ بطلقات نارية في ظهره. التحقيق لا يزال جاريا، وأطالب بمعرفة الحقيقة”.لم يكن مبرمجا في الزيارة محطات للوزير الأول مع المواطنين، بيد أن هتافات “رانا محڤورين” التي صاح بها سكان ذراع البارود اضطرته للوقوف، حيث اقترب سلال منهم فانفجروا أمامه بشكاويهم الطويلة، ووعدهم بتسوية مشكل الأرض الذي يعلم أنه أول مطالبهم في الفترة الحالية مع نية الحكومة توزيع مليون هكتار على المواطنين.

«بوتفليقة بخير ويطلب منكم الحفاظ على الجمهورية”في العادة، كان يبرمج الوزير الأول في زياراته للولايات لقاءات مفتوحة مع المجتمع المدني، لكنه هذه المرة امتنع عن ذلك، ربما لحساسية الولاية التي تعرف غليانا وتذمرا شعبيا منذ مدة، ما جعل الزيارة “تقنية محضة”، وغابت عنها الرسائل السياسية إلا ما اضطر إليه سلال عندما سأل عمال مستشفى الرويسات عن حال الرئيس بوتفليقة.. “إنه بخير وبصحة جيدة يطلب منكم فقط أن تكونوا وطنيين، وأن تحافظوا على الجمهورية”. يجيب سلال باقتضاب، في كلمة لا تخلو من تلميح إلى ما يعيشه الجنوب في الفترة الأخيرة من اضطرابات اجتماعية، وأخرى متعلقة بالغاز الصخري الذي يرفض قطاع واسع من السكان مشروع التنقيب عنه.ولما سئل سلال عن الدستور، أجاب مازحا “كي يزيد نسموه بوزيد”، ومع إلحاح الصحفيين إن كان في الدورة البرلمانية الحالية، قال “قريبا”، وكذلك فعل حول فشل الجزائر في احتضان كأس إفريقيا فقال: “اللّه غالب لعبوهالنا”. وحتى الوفد الوزاري الذي رافق الوزير الأول امتنع عن التصريح في غير ما يخص الزيارة، وكأن التعليمات أعطيت للجميع حتى يلتزموا “قانون الصمت”، رغم أن الوفد كان هاما ورفيعا يتقدمه وزير الداخلية الذي كان ينتقل في السيارة نفسها مع سلال، إلى جانب وزير الطاقة والسكن ووزراء الصحة والموارد المائية والتربية والعمل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات