+ -

 عجزت الجزائر عن نيل شرف تنظيم منافسة كروية قارية، وانهزمت أمام منافس غابوني، إمكاناته البشرية والمادية والاجتماعية و... لا تضاهي جزءا لا يتعدى الثمن، مما تملكه الجزائر من ثروات وصل بها الحد إلى مسح ديون 14 دولة إفريقية، بقيمة تجاوزت 1.5 مليار دولار.الخسارة الرياضية للجزائر في هيئة كروية قارية لا تملك أدنى شروط المصداقية، لها دلالة كبيرة أن بلد المليون ونصف المليون شهيد بمساحته الجغرافية الواسعة التي تفوق مساحة الغابون بأضعاف وأضعاف (الجزائر أكثر من مليوني كلم2، في حين الغابون أقل من 250 ألف كلم2)، لا تملك مكانة في الوسط القاري الكروي، ولا يملك رجالها “الكلمة” وسط الأفارقة الذين صوتوا للغابون، حتى وإن سلمنا أن التصويت في الكاف لا يعتمد على المنطق ولا على معايير دفتر الشروط، وإنما على منطق من نوع خاص وهو “الشكارة” لا غير.خسارة الجزائر أمام الغابون في تنظيم “كان” 2017، يعني بالضرورة أن الدولة الجزائرية، برجالها السياسيين والدبلوماسيين والرياضيين.. فشلت في فرض وجودها داخل رقعة جغرافية إفريقية صغيرة، لأن الأمر يتعلق بتنظيم منافسة كروية قارية فقط، فما بالك إن طلبنا تنظيم المونديال، كما سبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأن قالها أمام العلن أن الجزائر بإمكاناتها، يمكنها تنظيم منافستين لكأس العالم.وزير الرياضة محمد تهمي وقبل السفر إلى القاهرة لحضور أشغال الجمعية العامة للكاف، قالها صراحة لـ”الخبر”: “الدولة الجزائرية تريد كان 2017”، وهو ما ترك الانطباع وقتها أن الدولة الجزائرية وما أدراك ما الدولة الجزائرية، سخرت إمكانات كبيرة لإقناع أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف ووظفت كل ما أتيح لها سرا وعلنا من أجل الظفر بشرف تنظيم ثاني دورة، بعد تلك المنظمة عام 1990، لكن مرارة الخسارة أمس، أثبتت للعيان أن القائمين على البلاد لا يزالون متمسكين بسياسة الوعود الكاذبة وسياسة الهروب إلى الأمام، وهو ما تجسد في تلفيق التهم وتحميل الكاميروني عيسى حياتو مسؤولية الخسارة.  صحيح أن حياتو غير نزيه، وصحيح أن الهيئة الكروية القارية تفتقد للكثير من المصداقية، حتى لا نقول كل المصداقية، لكن ماذا فعلت الدولة الجزائرية رياضيا من أجل منافسة دولة صغيرة تغطي الغابات الاستوائية أكثر من 85 بالمائة من إجمالي مساحتها.فشل الدولة الجزائرية في نيل شرف تنظيم كان 2017، يعني أن سلال الغابون، أكثر نفوذا من سلال الجزائر الذي فشل من قبل في إقناع المدرب الوطني السابق، وحيد حاليلوزيتش، بالبقاء على رأس العارضة الفنية لـ”الخضر”، تلبية لرغبة رئيس الجمهورية شخصيا، وروراوة الغابون الذي لا يعرف السويسري بلاتير، أكثر وزنا من روراوة الجزائر، وتهمي الغابون هو الآخر أكثر سمعة من تهمي الجزائر..فقدان الجزائر وزنها رياضيا، سيكون بالتأكيد ضربة موجعة للرياضة الجزائرية على العموم وللكرة في بلادنا على الخصوص، لأن تنظيم “الكان” كان سيعجل من وتيرة إنجاز الملاعب التي هي على قيد الإنجاز، وكان سيسمح لمسؤولينا من تجسيد وعودهم على أرض الواقع، لكن خسرنا كل شيء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات