38serv

+ -

تمكن تنظيم ”داعش”، مؤخرا، من بسط سيطرته على معظم مخيم اليرموك، في أكبر اختراق خطير للمخيم الذي يتواجد على مرمى حجر من العاصمة السورية دمشق، ويبعد عن دمشق وداخل حدود المدينة وقطاع منها مسافة 8 كم. ويسيطر ”داعش” حاليا على ما يقارب 90 في المائة من أجزاء المخيم، حسب وكالة الأناضول، ما يعني إمكانية بسط سيطرته على أجزاء من ريف العاصمة.اقتحم ”داعش” المخيم الأسبوع الماضي، حيث اندلعت اشتباكات بينهم وبين كتائب ”أكناف بيت المقدس”، أحد فصائل المعارضة السورية، أسفرت عن وقوع جرحى من الجانبين.ويتواجد المخيم في وضع إنساني سيئ للغاية مع استمرار الاشتباكات التي تقع، في وقت يعاني قاطنوه من حصار خانق من قبل قوات النظام السوري منذ نحو ثلاث سنوات.ويعكس سقوط ”اليرموك” و«فلسطين” الأزمة القائمة بين الطرف الفلسطيني والنظام السياسي السوري، فدمشق التي كانت حاضنة للمقاومة الفلسطينية والمعارضة بما في ذلك ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة” لأحمد جبريل وقيادات حماس، لم تستسغ المواقف ”السلبية” لحلفائها السابقين، فضلا عن تباعد المواقف في العديد من القضايا، كما يعكس الوضع ضعف المقاومة داخل المخيم الذي عرف نزيفا لسنوات، ولم يعد يضمن حراسته سوى عدد قليل من المقاتلين التابعين لجماعة ”أكناف بيت المقدس”.ويثير السقوط السريع للمخيم تساؤلات عدة، كونه أقرب نقطة وصلت إليها داعش والنصرة التي سهلت المهمة للتنظيم، من العاصمة دمشق، وهو ما يرجح فرضية رغبة الجيش السوري في توظيف الموقع كفخ تكتيكي لعناصر التنظيمين، لأن مثل هذا الاختراق يمكن أن يشكل خطرا على دمشق وأهم مؤسسات الدولة، بينما كان النظام السوري يحاول مرارا إبعاد المواجهات عنها، ومن المؤشرات الدالة على ذلك إفراغ المخيم تدريجيا.كما أن موقع اليرموك له أهمية كبيرة بالنسبة للنظام السياسي السوري؛ فهو بوابة دمشق الجنوبية، وأقرب نقطة لمنطقتي الميدان والزاهرة في دمشق، ناهيك عن قربه من طريق مطار دمشق الدولي، وبالتالي فإن المخاطرة بالتخلي عن المنطقة مستبعد، لأنه يعرض دمشق للخطر، وهو ما لا يمكن تقبله من طرف النظام السوري.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات