38serv

+ -

قال وزير المناطق الصحراوية المحتلة، محمد الوالي اعكيك، في حوار لـ”الخبر”، إن أكثر من نصف دول العالم يعترف بالجمهورية العربية الصحراوية وحكومتها، مشيرا إلى أن جبهة البوليساريو بإمكانها دخول الحرب ضد المغرب، كما فعلت ذلك من قبل عام 1973 ضد المستعمر الإسباني بـ17 مقاتلا و5 بنادق وجملين، والجبهة الآن لها الآلاف من المقاتلين والآلاف من الأسلحة.تم الاحتفال مؤخرا بالذكرى الـ39 للإعلان عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ما هي المكاسب المحققة لحد الساعة، وألا تعتقدون أن سياسة الأمر الواقع المفروضة من قبل المغرب تؤثر سلبا في قضية تقرير المصير؟تم الإعلان عن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 27 فيفري 1976، مباشرة بعد خروج آخر جندي استعماري إسباني من المنطقة، لاسترجاع السيادة الصحراوية على كامل ترابها، وانطلق اعتراف الدول بها، وشرعت الجمهورية ببناء مؤسساتها في ظروف صعبة جدا، وبعد 39 سنة من النضال والتشييد والبناء والمقاومة والتضحيات التي قام بها شعبنا، اليوم العالم يعترف بما نسبته أكثر من 50 في المئة بالجمهورية وحكومتها، بدليل ربط علاقات دبلوماسية وطيدة وراسخة من خلال السفارات على مستوى العديد من الدول، وتمكنت الحكومة الصحراوية من تشييد وبعث مؤسساتها من وزارات وهياكل اجتماعية وتعليمية وصحية ورعاية اجتماعية، واستطاعت بفضل علاقاتها الدولية نشر القضية في شتى الأقطار، خاصة على المستوى الإفريقي والأمم المتحدة.والآن ننتظر من العالم أن يخطو خطوة إلى الأمام ضد التعنت المغربي وتجاهله لهذه القضية والواقع، لأنه لن بجني من ذلك نفعا، إنما يطيل من معاناة الشعبين الصحراوي والمغربي وشعوب المنطقة وشمال إفريقيا والمغرب العربي، فهذا التماطل سبب خسارة تاريخية للشعوب، وفي الوقت الذي كان على المغرب أن يعالج مشاكل الفقر والجهل والاهتمام بالشعوب، ورّط أبناءه في مشكلة لا أساس لها من الشرعية بالنسبة للمغرب، وتعنته لن يحصد منه إلا المزيد من المعاناة للشعوب.ما الدلالات التي تحملها قرارات مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي التي صدرت مؤخرا، والتي ستوضع نهاية الشهر الجاري على طاولة مجلس الأمن الدولي؟هي رسالة هامة للأمم المتحدة وللعالم، من أجل إعادة إعطاء الأهمية والعناية اللازمة للقضية الصحراوية التي طال أمدها، 40 سنة من غزو أرض إفريقية، دخلت إفريقيا على الطريق، وعاد مجلس الأمن والسلم الإفريقي بقوة وشكل أخيرا لجنة للمتابعة، وبعث برسالة لمجلس الأمن الدولي بأن إفريقيا رجعت للدفاع عن حقها وأرضها وشعوبها، فالصحراء الغربية دولة إفريقية محتلة من قبل دولة إفريقية أخرى، ونتمنى فقط أن يأخذ مجلس الأمن الدولي الاهتمام الدولي والموقف الإفريقي القاري بعين الاعتبار، وبشكل عاجل، ويسرع تصفية الاستعمار نهائيا من الصحراء الغربية.الوضعية الإنسانية في الأراضي المحتلة صعبة جدا، كيف يتم التنبيه لها، وهل من تحرك لمنظمات حقوقية إنسانية؟يعاني المواطنون الصحراويون في المناطق المحتلة واللاجئون في المخيمات بالأراضي الجزائرية أشد معاناة، 40 سنة من الغزو المغربي والمعاناة الإنسانية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية بشكل ملحوظ وعميق، الصحراويون صبروا كثيرا رغم محاولات المغرب تجويع من هم تحت سلطة إدارته الاستعمارية، وقطع الدعم والمساعدات الإنسانية عن اللاجئين الموجودين في مخيمات “العزة والكرامة”، من خلال تشويه تعاملاتهم وقياداتهم والتصرف في هذا الدعم الإنساني، الحمد لله أن المنظمات الإنسانية على اطلاع وهي من تشرف على الدعم وتقديم المساعدات حتى تصل إلى المواطنين الصحراويين. وقد كان ولا زال هناك حصار إعلامي شديد على المنطقة، والمغرب اتخذ هذا الموقف منذ غزوه للصحراء، وفي المدة الأخيرة حاول تعميق الحصار أكثر، من خلال منع المنظمات الإنسانية والمراقبين الدوليين والإعلام الدولي وكذا الدول الصديقة من زيارة المناطق المحتلة، ويشدد على المواطنين الصحراويين الذين أصبحوا منذ 2005 يعبرون عن تمسكهم وتشبثهم وإرادتهم في الاستقلال وتقرير المصير من خلال الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، ويحاصرهم ويمنع أي تسرب مهما كان للحقيقة وللواقع.أفهم مما سبق أنكم تقصدون الاتهامات التي وجهت للجزائر بكونها تقوم بتحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب الصحراوي؟هذه الاتهامات ليست جديدة على النظام المغربي، ولا على الرأي العام الدولي سماع أكذوبة مثل هذه، كل المنظمات الداعمة موجودة في الميدان إلى جانب الحكومة الصحراوية وعلى مستوى الولاية والدائرة، وتشرف بنفسها على توزيع المساعدات، والجزائر ليس لها دخل لا من قريب ولا من بعيد بذلك، فالدعم يأتي في باخرة ومن الميناء تشرف عليه منظمات دولية تقوم بعملها وفق جدول توزيع لديهم.لكن ما زال المخزن يؤكد كل مرة بأن مفاتيح حل القضية الصحراوية بيد الجزائر، فإلامَ يسعى؟أظن أن الحرب التي يشنها المغرب على الجزائر ومعارضتها لها كدولة مستقلة ليست بالجديدة، فقد كانت بدايتها وانطلاقتها لما كانت تخوض الجزائر حرب تحريرها ضد الاستعمار الفرنسي، فالمغرب لم يكن يوما قابلا بالجزائر بمثل هذا الحجم، ثم شن هجوماته عليها منذ الدقائق الأولى لتمتعها بالاستقلال، ولا زال الحقد والحسد المغربي للجزائر على مكانتها الدولية وحريتها واستقلالها وخيراتها، ومازال أيضا مستمرا في الهجوم عليها بكل ما أوتي من قوة ومبررات، وهذا معروف لدى الرأي العام الدولي أجمع.كيف يعيش الشعب الصحراوي مجاعته في الأراضي المحتلة وخيراته تنهب جهارا نهارا أمام عينيه؟المواطنون الموجودون في المناطق المحتلة وحتى اللاجئين يعيشون من التبرعات التي تصلهم، وخيراتهم موجودة وكثيرة على أراضيهم، ينهبها النظام الغازي باستمرار، وهم يعيشون المجاعة، إذ لا يسمح لهم بأي مصدر للعيش إلا ما يتبرع به النظام المغربي للبعض منهم حسب الولاء، بهدف منع حرية التعبير والإرادة في الاستقلال، فالخيرات الموجودة لا ترجع على الشعب الصحراوي بشيء، رغم أن الشرعية الدولية تمنع أي تعامل مع النظام الغازي فيما تعلق بخيرات البلد الموجهة إلى غير صاحب الإقليم، والمستشار الأممي، هانس كورال، قدم في آخر تقرير له جملة من الاقتراحات تؤكد بأنه على العالم أن يحترم الشرعية والقانون الدولي فيما تعلق بتلك الخيرات من صيد بحري وفوسفور.هل من مؤشرات لاستئناف الحوار بين الطرفين الصحراوي والمغربي؟لا أظن أن المفاوضات بين طرفي النزاع، وبالطريقة التي سارت عليها منذ البداية، أدت أو ستؤدي إلى أي نتيجة تذكر، وإذا لم يتوفر ضغط من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على الغازي المغربي حتى ينساق ويخضع ويسمح بتطبيق الشرعية والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، فلن يكون للمفاوضات أي معنى، فالحل السلمي بهذا المنهج لن يكون له نتيجة.كيف يكون الضغط؟على الأمم المتحدة ومجلس الأمن استعمال ما لديه من الصلاحيات التي تسمح له بالضغط بالقوة ونقل القضية من البند 6 إلى البند 7، فالأمم المتحدة تدخلت في الكثير من دول العالم التي كانت مستعمرة وأنهت قضية الاستعمار فيها، لذا بإمكانها اليوم التدخل وتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية، من خلال فرض القرارات والشرعية الدولية.رغم جولات متعددة لمبعوث الأمين العام، كريستوفر روس، إلا أن مواقف المغرب لم تتغير، كيف يتعاطى الجانب الصحراوي مع هذا المعطى؟كانت إرادة المبعوث الأممي، كريستوفر روس، قوية ونيته حسنة، وبذل مجهودا من أجل إيجاد حل للقضية وتوافق ما بين الطرفين، إلا أنه اصطدم بعرقلة ورفض مغربي مدعم من قبل الدولة الفرنسية، التي تدعي أنها بلد الحريات، وذلك منذ بداية الغزو المغربي للصحراء الغربية، والعمل الذي كان من المفترض أن يقوم به طوال سنة كاملة لم يوفق فيه ولم يستطع القيام به بسبب العرقلة المغربية، ولم يبق له سوى البحث عما يضعه في التقرير، خاصة مع عدم التمكن من تطبيق القرارات التي كان يسعى المبعوث الأممي السابق، جيمس بيكر، إلى تطبيقها، وبذلك ضاعت سنة أخرى كاملة من المجهود، ولا يمكن أن تكون جولات أممية جديدة ومتجددة ذات نتيجة، ولن تحقق أي تطور ولا تقدم في القضية الصحراوية، والحل الآن هو الضغط من الأمم المتحدة.هذا يعني أن التدخل العسكري غير مستبعد؟المجتمع الصحراوي وخاصة الشباب اليوم فقدوا الثقة في أن يكون للحل السياسي والحوار أي نفع، والقادة السياسيون في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، التي يكون هذه السنة مؤتمرها الشعبي الرابع عشر، يجدون صعوبة في إقناعهم بأن الهيئات الحقوقية والمنظمات الإنسانية والقانون الدولي سيواصل عمله لإيجاد حل للقضية ومنح الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير، بعيدا عن حمل السلاح، إذ وبعد 24 سنة من وقف إطلاق النار زادت معاناة الشعب الصحراوي، والبعثة الأممية “المينورسو” لا زالت تراوح مكانها، ولم تأت تدخلات المنظمات بنتيجة، بل استغل المغرب الوضع طيلة هذه الفترة للبحث عن طريقة تمكنه من ترسيخ نفسه، وآخر طريقة له كان تنظيمه لمنتدى “كرانس مونتانا” بمنطقة الداخلة المحتلة، رغم تنديد الكثير من الدول الإفريقية والأوروبية وكذا المنظمات الدولية بذلك، في طريقة للاستفادة من الاعتراف بشرعية المغرب على تلك المناطق، وبوجود الأمم المتحدة، وبذلك أضحى أمل الشباب الصحراوي في غد أفضل والحصول على الاستقلال بالطرق السلمية ضئيلا، وأؤكد أن الاحتمال العسكري آت لا محالة.وهل الجيش الصحراوي له من الإمكانيات والسلاح والعتاد ما يسمح له خوض غمار حرب ضد المغرب؟ما يقوله الصحراويون كلهم، سواء في المخيمات والجيش الصحراوي وجنوب المغرب والمناطق المحتلة وحتى في الجامعات، وكل الموجودين في الشتات في مختلف مناطق العالم، أن جبهة البوليساريو بإمكانها دخول الحرب، كما فعلت ذلك من قبل عام 1973 ضد المستعمر الإسباني بـ17 مقاتلا و5 بنادق وجملين، والجبهة الآن لها الآلاف من المقاتلين والآلاف من الأسلحة، كما أن الحرب لن تكون محصورة على اتجاه واحد خارج الحزام فقط، من قبل الجيش الصحراوي واللاجئين فقط، بل حتى المواطنين في المناطق المحتلة وجنوب المغرب وفي المواقع الجامعية في المغرب سيشاركون فيها، وبالتالي سيجد المغرب نفسه في صعوبة ووضع لا يحسد عليه، ويمكن انطلاق الحرب في أي وقت.لا تزال قضية المعتقلين السياسيين الصحراويين عالقة، فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء الذين تمنع عنهم الزيارات والعلاج ويتعرضون لشتى أنواع القهر والتعذيب؟حقيقة توجد أعداد كبيرة من المعتقلين في السجون المغربية، لا لشيء إلا لتعبيرهم عن رأيهم في حقهم في تقرير مصيرهم وحصولهم على الاستقلال، فوجهت لهم أحكام قاسية وجائرة بالمؤبد والـسجن 40 سنة، وآخرون 30 سنة، وتتعرض النساء منهم خاصة لتعذيب وحشي بشكل واضح من قبل الغزاة المغربيين، وهناك 45 معتقلا موزعون ما بين سجن سلا، آيت ملول، ولكحل بالعيون، وسجون أخرى، وما يحدث للمعتقلين السياسيين مسؤولية منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها البعثة الأممية “المينورسو”، التي تعتبر المنظمة الوحيدة التي لم تمنح لها صلاحية مراقبة وحماية حقوق الإنسان، وهو أمر غير منطقي إطلاقا.علمنا، أمس، عن المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أن المعتقل الصحراوي، عبد الله بوكيوض، رحّل بالقوة إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد تعرضه للتعذيب،ما تعليكم على ما حدث؟والله ليس لدي أي تفاصيل دقيقة عن حيثيات ما حدث بالضبط، ولكن حسب المعطيات الأولية المتوفرة، كل شيء يمكن أن يقوم به الغازي المغربي، والأمر ليس بالجديد ولا الغريب على مستعمر ونظام قمعي، لطالما اتهم العديد من النشطاء السياسيين بأنهم مصابون بأمراض عقلية وفاقدون للعقل والصواب، إلى جانب العديد من التهم الشنيعة التي تلصق بهم عنوة، والتي هي غير مناسبة لهم البتة.إلى أي مدى أضحى اليوم على المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل والتأثير فعلا في مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية؟هنالك تقصير كبير في هذا المجال من قبل المنظمات الدولية وخاصة الإنسانية، وتلك المختصة في الشؤون السياسية، إلى جانب هيئة الأمم المتحدة، نظرا للمصالح الضيقة للدول العظمى خاصة الاقتصادية منها والتي لا علاقة لها بالشرعية والقانون الدوليين، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، واحترام حق البشرية. ويتطلب الأمر اليوم مساندة ودعما من ذوي الضمائر الحية، ومن طرف المدافعين عن حقوق الإنسان على مستوى العالم، على المجتمع المدني إيصال رأيه إلى أقضى حد ممكن، من أجل حمايتهم وتوفير محاكم عادلة تحترم حق هؤلاء المعتقلين في الحرية والاستقلال، كما أن هنالك تواطؤا عربيا منذ اللحظة الأولى لغزو المغرب للأراضي الصحراوية، والصحراويون عانوا من موقفهم ودعمهم للمحتل وسياسة البطش التي ينتهجها عن طريق أموالهم، والأمر يشمل معظم الدول العربية بما فيها دول الخليج، باستثناء الجزائر وبعض الدول الصديقة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات