+ -

 العربية السعودية تجاوزت حدودها في التعامل غير اللائق مع محيطها العربي... فخلقت لنفسها مشكلة مع إيران وأخرى مع العراق وثالثة مع سوريا ورابعة مع قطر... وخامسة مع اليمن.. وهي اليوم تريد خلق مشكلة مع الجزائر... لأن الجزائر رفضت أن تشارك في القوة العربية تحت عنوان الدفاع المشترك لضرب اليمن باسم الجامعة العربية المقبورة... هذه الجامعة التي أصبحت كالمومسة تعلن حبها لمن يدفع أكثر من البلطجية السياسية والعسكرية في المنطقة؟!نحن لا نثمّن فقط موقف الجزائر من هذه المهزلة السعودية المصرية الخليجية باسم الجامعة العربية، والتي تحشد جيوش العرب للهجوم على اليمن، البلد العضو في الجامعة العربية، بل ندعو الحكومة الجزائرية إلى الانسحاب من هذه الجامعة البائسة التي أصبحت تجتمع في “شرم الشيخ” للحس عفونة “صرم مشايخ” الخليج !الاتفاقية الخاصة بالدفاع العربي المشترك التي تمت سنة 1950، والجزائر لم تستقل بعد.. كانت موجهة أساسا للدفاع العربي المشترك ضد إسرائيل، وليس ضد اليمن أو سوريا أو العراق، كما يحاول السعوديون اليوم تسويقه! وينبغي ألا تكون الجزائر ملزمة بمجاراة السعودية في تحريف الاتفاقية.الجزائر ليست مصر، ولن تكون مثل مصر في بيع أو كراء جيشها لآل سعود، ليحرّروا به الكويت تارة، ويقصفون به اليمن تارة أخرى!تصرف السعودية بمنع الطائرة الجزائرية المدنية من عبور أجواء السعودية في طريقها إلى صنعاء، لإجلاء الرعايا الجزائريين، لا ينبغي أن يمر هكذا، بل يجب أن تفهم الرياض بأن الجزائر تعرف معنى الحرب، ولذلك لا تريد أن تشن الحرب على أحد أحرى وأولى أن يكون اليمن الشقيق !النظام الجزائري بكل عيوبه له خاصية ذات قيمة عالية جدا، وهي أنه لم يحصل ولا مرة أن قام النظام الجزائري بعمل عسكري ضد جار من الجيران السبعة الذين يحيطون بنا، وهذه قيمة دبلوماسية وحضارية وعسكرية لا تعرفها السعودية التي أشعلت حروبا عديدة في محيطها... في لبنان وسوريا والأردن والعراق واليمن، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.نحن لا نكره السعودية، ولكن نكره أفعالها باسم العروبة والإسلام، فقد أصبحت عائلة آل سعود عاملا أساسيا في عدم استقرار المنطقة باسم المال الذي تريد أن تسود به المنطقة.ويعز علينا أن نرى السعودية تصرف لصالح أمريكا وإسرائيل الألف مليار دولار التي تكتنزها في البنوك الغربية، في تمويل حرب ضد اليمن، عوض صرف بعض هذه الأموال في تنمية اليمن؟!السعودية فعلا الآن تكرر نفس أخطاء مصر في البحث عن زعامة العرب، وهي لا تملك مقومات هذه المهمة على مستوى المشروع الاستراتيجي الذي تريد أن تتزعم به العرب... فقد سبقت السعودية مصر في ضرب اليمن سنة 1963، في إطار البحث عن الزعامة... والنتيجة تعرفونها؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات