الزعنون: النصرة خانت الفلسطينيين في مخيم اليرموك

ما هو سبب زيارتكم للجزائر في هذا التوقيت بالذات؟ يعود الفضل إلى الأخ عبد القادر بن صالح (رئيس مجلس الأمة الجزائري) الذي طلب من الأخ أبو مازن أن يأتي الأخ أبو الأديب (سليم الزعنون) على رأس وفد مهم إلى الجزائر كي يتوج الزيارة الناجحة التي قام بها الأخ أبو مازن إلى الجزائر، وأنا كوّنت هذا الوفد القادم معي وأتيت إلى الجزائر، التي ليست بعيدة عني لأنني جزائري. كيف؟ في سنة 1962 استقلت الجزائر وكان مدير مكتبنا في الجزائر خليل الوزير أبو جهاد، الذي أحضر لنا خمسة جوازات جزائرية، مع تغيير بسيط في الاسم فبدل سليم الزعنون أصبح اسمي “سليم أديب”، ومن هذه الزاوية ارتبط اسمي بالجزائر، لأني أحد الخمسة الذين حصلوا على جواز السفر الجزائري، وبالتالي فأنا دائم التردد إلى الجزائر وخصوصا المجالس الفلسطينية التي عقدت هنا (في الجزائر)، كما أن جدي جاء إلى فلسطين ولبى دعوة أحمد باشا الجزار لمواجهة حملة نابليون على عكا، وبعد ذلك أعجبته فتاة فلسطينية من غزة، وأنا من غزة أيضا، وتزوجها، وأغرته أن يبقى معها، وهو جدنا الذي تسلسل منه الآباء والأبناء.اللجنة الوزارية العربية اجتمعت هذا الإثنين لرسم خطة تحرك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ما هي معالم هذه الخطة؟ الجلسة التي حصلت في الجامعة العربية قيّمت الأوضاع التي مررنا بها في الشهور الثلاثة الماضية، حيث أوقفت إسرائيل دفع الضرائب التي تجنيها باسمنا في مقابل 3 بالمئة، وأيضا حثت الدول العربية التي لم تلتزم بدفع الغطاء الشهري وهو مبلغ 100 مليون دولار وعدنا العرب أن يدفعوها من أجل أن يكون لدينا ما يكفي لدفع مرتبات موظفينا الذين أصبحوا يتقاضون 60 في المئة من الراتب، والموازنات 50 في المئة فقط، واستبشر البعض بقرار تحويل الأموال المحتجزة (لدى إسرائيل)، لكن اكتشفنا أنهم خصموا أكثر من مليون شيكل (نحو 25 مليون دولار) من هذه الأموال، وقالوا إنها ديون على شركات خاصة، ولا ندري ما دخل الشركات الخاصة في معاملة دولة مع دولة، وبالتالي ألحّ أبو مازن على البنوك بعدم استقبال هذا المبلغ، ويجب أن يورد بكامله وليس منقوصا، وعادت المشكلة إلينا، الآن لدينا أربعة شهور الرواتب 60 بالمئة التي تدفع، وهذا المقصود فيه إحراجنا، وأن يقولوا إن الوزارة الفلسطينية غير قادرة على إدارة شؤون الدولة لأنها معرضة للإفلاس الآن.الرئيس محمود عباس تحدث عن أزمة الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا، هل هناك تحرك لوقف توريط اللاجئين الفلسطينيين في القتال داخل المخيم؟ المفاجأة التي وقعت أن من يسمون أنفسهم “نصرة فلسطين” (جبهة النصرة) هؤلاء انضموا إلى داعش، بعدما كانوا مع الوضع الفلسطيني في المخيم لكنهم خانوا وانضموا إلى داعش، ميليشيا النظام مع جماعة أحمد جبريل، بالإضافة إلى المتطوعين الفلسطينيين قاتلوا قتالا مريرا ضد داعش، ولكن داعش لديها من القدرات والأسلحة بين أخذ ورد، بمعنى أن داعش احتلوا 80 بالمئة من المخيم وإخواننا استرجعوا 30 بالمئة، وهكذا هناك حرب كر وفر، على رأي العرب.دولة فلسطين انضمت رسميا إلى محكمة الجنايات الدولية، هل شرعتم رسميا في التحضير لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين؟ بلا شك فنحن بداية من 01/04/2015 أصبحنا مشاركين في محكمة الجنايات الدولية، وطبعا هناك إجراءات شديدة التعقيد وتأخذ وقتا، ومع ذلك نحن أوراقنا محضرة جدا، وشكلنا لجنة من 600 عضو لمتابعة موضوع المحكمة، و40 شخصا من أصحاب القدرات القانونية، ونحن أول شيء سنطلبه هو محاكمة إسرائيل على الاستيطان، وهو جريمة مستمرة في أرضنا، وأيضا سنحاكم إسرائيل في موضوع الحرب على غزة، وهذان الموضوعان سيأخذان الحيز الأكبر منا في هذه المرحلة.هل لدى السلطة الفلسطينية تصور لإعادة إعمار القطاع الذي دمّرته الحرب؟ إسرائيل تتحمّل المسؤولية الكاملة في أنها مطلوب منها أن تفتح المعابر وأن تدخل مواد الحديد المبروم والإسمنت، لكن إسرائيل تورّد عُشر ما هو مطلوب منها وتضع اللوم على غيرها في هذه القضية.