+ -

فجرت الاضطرابات الأمنية التي تعرفها ليبيا إحدى أشرس المعارك، ليس فقط على الصعيد الرسمي بل أيضا على مستوى الكواليس، بين البلدان المرشحة لتنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2017.أخذ الرهان طابعا خاصا للفوز بتنظيم الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا، وتكتسي المنافسة الحالية أهمية بالنسبة للجزائريين، باعتبار أنهم تابعوا إخفاق الجزائر في الفوز بإحدى دورتي 2019 و2021. وكانت الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم تعتقد بحلول سبتمبر من عام 2011، أنها أنجزت مهمة شاقة ولن تعود مجددا لإثارتها قاريا، عندما رسمت مبادلة تنظيم كأس أمم إفريقيا لعامي 2013 و2017 بين جنوب إفريقيا وليبيا، ولم تكن الهيئة القارية تعتقد في نفس الوقت أن المشكلة لن تعرف تسوية إلا بعد مرور 4 أعوام.واضطرت ليبيا شهر سبتمبر من عام 2011 للتنازل عن تنظيم كأس أمم إفريقيا 2013، بسبب المشاكل الأمنية التي اندلعت في هذا البلد، والدمار الذي لحق به بسبب الحرب، ما استدعى عرض تنظيم الدورة على جنوب إفريقيا التي وافقت على احتضان التظاهرة القارية، مقابل منح تنظيم دورة 2017 لليبيا، وقامت جنوب إفريقيا بالاستثمار في الملاعب التي شيدتها بمناسبة احتضانها مونديال 2010 في تنظيم كأس أمم إفريقيا 2013 في أفضل الظروف، فيما التزمت ليبيا باستضافة دورة 2017، وكانت المرة الثانية التي تلعب فيها جنوب إفريقيا دور ”رجل المطافئ”، بما أن جنوب إفريقيا نظمت دورة 1996 محل كينيا بسبب الأزمة المالية التي عصفت بهذا البلد. وبرغم المشاكل الأمنية التي تخبطت فيها ليبيا، فإن هذا البلد انتظر عامين ليعترف بمصاعبه الأمنية، ففي شهر مارس عام 2013، أطل وزير الرياضة والشباب الليبي عبد السلام غويلة على الصحافة ليؤكد أن بلده في وضع لا يسمح له بتنظيم الحدث القاري الكروي.وجاء رد فعل الكاف بإعلانها يوم 2 أوت من عام 2014 أن ليبيا أبلغتها بانسحابها من تنظيم الموعد الكروي الإفريقي، ولم تتأخر الهيئة القارية بعد القرار الليبي الذي كان منتظرا بسبب حالة الحرب، لتفتح باب الترشح لتنظيم الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا، وقدمت 7 بلدان ترشيحاتها، واحتفظت الكاف بـ4 ملفات فقط عند انقضاء أجال الترشيحات منتصف نوفمبر الماضي، ويتعلق الأمر بملفات الجزائر ومصر والغابون وغانا، إلا أن القائمة تقلصت فيما بعد لتضم 3 بلدان فقط، بعد انسحاب مصر إثر أحداث المقابلة التي جمعت بين الزمالك وأنبي في إطار البطولة المحلية، وهي المذبحة التي خلفت 22 قتيلا، ومعه تراجعت أمال ”الفراعنة” في الرهان على التنظيم لدواعٍ أمنية، خاصة أن المقابلة الدامية كانت الأولى التي عرفت فتح المدرجات، بعد أحداث بورسعيد شهر فيفري 2012، وهي الأحداث التي خلفت قتلى وجرحى، ما دفع بالمصريين إلى تأكيد سحب ترشحهم وإعلان مساندتهم للجزائر صراحة. وتفصل الهيئة القارية اليوم في اسم البلد الذي سيحتضن الدورة القادمة لكأس أمم إفريقيا، ويبرز اسم الجزائر كبلد مرشح بقوة، حيث يتوفر على أكبر الفرص للفوز بالتنظيم بالنظر إلى الورشات العديدة التي فتحتها السلطات العمومية لإنجاز وترميم الملاعب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات