
أيد بن يوسف ملوك، مفجر ما يعرف بقضية المجاهدين المزيفين، ما ورد في كتاب المؤرخ الفرنسي، بيار دوم، حول بقاء الغالبية الساحقة من الحركى بالجزائر بعد الاستقلال. وزاد ملوك على ذلك بأن “الحركى لم يبقوا في الجزائر فحسب وإنما صاروا يحكمونها اليوم”.قال بن يوسف ملوك، في تصريح لـ”الخبر”، إن المجاهدين المزيفين والحركى هي قضية “ناضلت لكشفها طوال حياتي ولن أتنازل عن نضالي مهما كلفني من تضحيات”. وأوضح، في تعليقه على كتاب “الطابو الأخير”، أن “الحقيقة التاريخية تثبت فعلا أن كثيرا من الحركى بقوا في الجزائر، وأولادهم اليوم صاروا في السلطة وتغلغلوا في كل أجهزة الدولة”.وأبرز ملوك أن الحركى عاشوا في الجزائر بعد الاستقلال دون أن تتعرض لهم جبهة التحرير الوطني، باستثناء بعض العناصر التي كانت معروفة بممارساتها الفظيعة أثناء الثورة. لكن هؤلاء، يضيف، استغلوا هذا الوضع لصالحهم وتبوأوا مراكز مسؤولية في أجهزة حساسة مثل القضاء الذي كشفت فيه 520 حالة، لكن العدالة لم تنصفني.وأضاف ملوك أن بعض الحركى حصلوا على صفة مجاهد، وهو ما يبرر، حسبه، أن عدد المجاهدين في زمن بوعلام بن حمودة وزير المجاهدين (1965-1970) كان 120 ألف (تشمل المجاهدين والفدائيين والمسبلين والمعتقلين السياسيين)، وصار اليوم يفوق 800 ألف مجاهد، فمن أين أتى هؤلاء؟ يتساءل المتحدث.واتهم ملوك وزير المجاهدين الحالي، الطيب زيتوني، بمحاولة “تبييض صورة الحركى” عندما يقول إن الأرقام المقدمة حول الحركى الموجودين في الجزائر كاذبة. وتحداه في مناظرة تلفزيونية يكشف له فيها بالحقائق والأدلة أسماء مسؤولين في الدولة وأبناء مسؤولين موجودين في مناصب عليا من هذه الفئة.وكان وزير المجاهدين قد فند ما ورد في كتاب بيار دوم من أن 420 ألف حركي بقوا في الجزائر بعد الاستقلال، وقال خلال زيارته لمعسكر إن غياب الوثائق يعطي حرية لكتاب ما وراء البحار خاصة الفرنسيين منهم للمزايدة كما يشاؤون في الأرقام. وأوضح أن “مساهمة المجاهدين الحقيقيين أكثر من ضرورية لتنوير الأجيال الصاعدة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات