أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اليوم الأحد بتبسة بأنه "لا حاجة للشباب الجزائري لعبور الحدود من أجل البحث عن طريقة أخرى للتدين غير تلك التي ورثوها عن الأجداد".وأوضح الوزير خلال إشرافه بقاعة المحاضرات بالمسجد الكبير "الشيخ العربي التبسي" على افتتاح أشغال ملتقى وطني ثاني حول الإقراء بعنوان "هيئة الإقراء في الجزائر: الأهداف والمميزات" بأن "ما ورثناه عن الأجداد ضمن للجزائر الوحدة والوسطية والاعتدال وفرض على الآخرين احترامنا".وبعدما أضاف خلال هذا الملتقى الذي شارك فيه أساتذة وأئمة و مرشدات دينيات من عديد ولايات شرق البلاد بأن "ما ورثه الشعب الجزائري عن الأجداد سهل نشر الإسلام" اعتبر الوزير أن "ما وقع فيه الشعب من أفكار مستوردة تسببت في الإرهاب والضغينة وخطاب الكراهية" .وأكد الوزير في هذا السياق بأن الجزائر "نجحت في تجاوز ذلك الانفلات وخطاب الكراهية بطريقة علمية بيداغوجية" من خلال "إبراز الموروث الديني الأصيل" وهو ما أهل الجزائر - كما أضاف- لتصبح في مأمن عن مختلف حركات الطائفية التي تريد تقسيم البلاد و التي "تقف لها الدولة بالمرصاد" .و دعا عيسى الأئمة و أساتذة الجامعة وأساتذة التعليم القرآني إلى تبني هذا الاتجاه لتحصين البلاد ضد كل الأخطار.وبالإضافة إلى ذلك ذكر الوزير بالمرسوم الذي صدر مؤخرا يحدد فضاء الكتاب ومنه القرآن الكريم إلى جانب ترسيم رفع الآذان بمرسوم و إنشاء قوانين تحمي العقيدة وتحارب الطائفية وتعاقب من يغير قناعات الجزائريين كما سيتم "قريبا" صدور قوانين لترتيب الأمور في المساجد كما قال.واعتبر الوزير بأن تأطير المساجد "لن يمر إلا عبر التكوين" مشيرا إلى أنه منذ العام 2008 لا يوجد في المساجد على المستوى الوطني إمام غير مكون وحتى القيم يشترط فيه الحصول أن يكون لديه مستوى دراسي معين وحفظ القرآن الكريم لأن التكوين كما أضاف- يعتبر استراتيجية قطاع الشؤون الدينية والأوقاف من أجل ضمان "خطاب مسجدي معتدل يخدم الوطن."و قد سلط الأساتذة المشاركون في أشغال هذا الملتقى الوطني الضوء على الإقراء والإجازة وإحياء الطرق العشرية في الجزائر (أي بمعنى في القرآن الكريم 10 قراءات) فضلا عن عرض تجارب هيئات الإقراء بعديد الولايات .و قد أشرف الوزير بالمناسبة على التنصيب الرسمي لهيئة الإقراء لولاية تبسة التي توكل لها مهمة نشر ثقافة الإجازة والرواية في أوساط حفظة القرآن الكريم ليتم تعميم هذه الهيئات عبر كافة ولايات الوطن وهو ما سيسمح حسب منظمي الملتقى- بترسيخ وتقنين وملء فراغ الإقراء في الجزائر.وتضمن برنامج هذا الملتقى الوطني مداخلات كتلك التي حملت عنوان "عناية الجزائريين بالإقراء تأليفا وتدريبا وإجازة" للأستاذ ماحي قندوز من جامعة تلمسان و "إحياء الطرق العشرية للإمام نافع" للأستاذ سمير جاب الله من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة فضلا عن أخرى بعنوان "هيئة الإقراء في إطار المرجعية الوطنية: الاهتمام بالحزب الراتب نموذجا" للأستاذ لخضر فاضل من هيئة الإقراء بالمسيلة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات