38serv
يرى الكاتب الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان في كتابه الأخير “الدولة الإسلامية: الجذور. التوحش. المستقبل” الصادر حديثا عن دار “الساقي”، أن تنظيم الدولة الإسلامية أقرب إلى الدولة فعلا منه إلى تنظيم إرهابي فحسب، موضحا أن التنظيم تبنى أسلوب العنف الزائد أو “التوحش” عمدا، من أجل إرهاب أعدائه وسحقهم نفسيا. وقال إن الولايات المتحدة لم تؤسس الدولة الإسلامية، وإن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين هو الذي بذر البذور الأولى لقيام تنظيم من هذا النوع يعتمد العنف المفرط في الوحشية.يعتقد عطوان أن ارتكاب المجازر والوحشية ليس حكرا على الإسلاميين، بل هو سمة رهيبة عرفها التاريخ عند المسيحيين والمسلمين وغيرهم. وأبدى خوفه من أن تمتلك الدولة الإسلامية أسلحة كيماوية، لأنها من ضمن مفهومها بتبني “الوحشية” ستكون مسرورة باستعمال مثل هذه الأسلحة. ورأى أن الدولة الإسلامية لن تختفي قريبا، وأنها ستعمل على التوسع، وستخلف على الأرجح تنظيم القاعدة في العالم بعد أن تفرعت عنه هي وتنظيم النصرة الإسلامي، قبل أن يدب الخلاف بينهما. وتحدث عن الشخصية المميزة التي يتمتع بها قائد الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين.وبحسب عطوان فإن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن “نسخة جديدة من تنظيم القاعدة، وإنما يشكل نموذجا مختلفا من حيث الأيديولوجية والنشأة والأولويات. فتنظيم القاعدة حصر أولوياته في محاربة الغرب والولايات المتحدة بالذات وإخراج قواتها من الجزيرة العربية، بينما أراد تنظيم الدولة استغلال حالة الانهيار الذي تعيشه المنطقة وضعف الحكومات المركزية وتعاظم التدخلات العسكرية الغربية وتعاظم الاستقطاب الطائفي، لإقامة دولة وفق مقاساته الأيديولوجية”.وقال إن الولايات المتحدة “لم تؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في اعتقادنا.. ولكنها خلقت الحاضنة لقيام التنظيم بسبب سياساتها التدميرية والعدائية للعرب والمسلمين، من خلال اجتياحها العراق أولا، ومن خلال حلفائها في بغداد ودول خليجية وعربية عديدة”. ومضى يقول “ربما لا نبالغ إذا قلنا إن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين هو الذي بدأ في التمهيد العملي والعقائدي واللوجستي للدولة الإسلامية، سواء جاء ذلك بمحض الصدفة أو نتيجة خطة محكمة. فعندما أدرك الرئيس صدام أن أمريكا تريد الإطاحة به ونظامه، قرر التحول إلى الله وتبني الهوية الإسلامية والجهاد الإسلامي خصوصا كعقيدة لمواجهة الاحتلال المتوقع”. وتحت عنوان “جيل مختلف”، تحدث الكاتب عن مقاتلي الدولة الإسلامية، فقال “صحيح أن نسبة كبيرة من مقاتلي هذه الدولة هم من الشباب الإسلامي المتحمس المتطلع للشهادة وإقامة الدولة الإسلامية النموذج في تطبيق الشريعة، ولكن الصحيح أيضا أن عقولا إسلامية جبارة انضمت إلى صفوفها أيضا، تعلمت في جامعات غربية في مختلف المجالات العلمية والشرعية والاقتصادية والإعلامية والأدبية”.وتحت عنوان “شخصية غريبة”، تحدث عن البغدادي “وكيفية صعود نجم هذا الرجل الغامض الهادئ المبتعد عن الأضواء وقليل الكلام”.وفي الفصل الثالث تحدث عن “انشقاق النصرة عن الدولة”، فقال إنه في عام 2011 أرسل البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق آنذاك، وبالتشاور مع أيمن الظواهري زعيم القاعدة، الشيخَ أبو محمد الجولاني إلى سوريا لتأسيس جماعة جهادية هناك للقتال من أجل إسقاط النظام. وتعززت مكانة جبهة النصرة، وأعلن البغدادي سنة 2012 ومن جانب واحد أن الدولة الإسلامية في العراق وجبهة النصرة قررتا الاندماج في تنظيم واحد تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وما لبث الانقسام الأيديولوجي بين الجبهتين وبين البغدادي والظواهري أن بدأ يطفو على السطح. وقال “استراتيجية جبهة النصرة كانت أقل تشددا من نظيرتها في الدولة الإسلامية، وتقوم وفق نظرية تقول إن الشريعة الإسلامية يمكن تطبيقها بشكل تدريجي. الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبحت أكثر تشددا من أبو مصعب الزرقاوي (زعيم القاعدة في بلاد الرافدين) نفسه في طائفيتها غير المتسامحة مطلقا مع المذاهب الأخرى، وتطبيقها المتشدد جدا للشريعة الإسلامية وأحكامها”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات