38serv

+ -

ما هي تداعيات الاتفاق النووي بين إيران والغرب على العرب؟ أعتقد أن الاتفاق الإطاري بين إيران والغرب يشير إلى أن السياسات الدولية في منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولا كبيرا، ومن ثم من المرجح أن تنتقل ساحة الصراع الدولي من المنطقة العربية والشرق أوسطية إلى مناطق أخرى، وأعتقد أن المنطقة المقبلة في الصراع هي منطقة دول آسيا أو جنوب شرقي آسيا، وأتصور أن أمريكا دشنت بذلك وضعا جديدا لإيران في الإقليم كلاعب رئيسي في سياسات المنطقة، وكشريك للقوى الكبرى في عدد من الملفات الحيوية، منها تأمين ممرات الطاقة ومكافحة الإرهاب، ويؤكد الوضع الحالي أن الاتفاق الإطاري أو إعلان لوزان تجاوز السياسة والاقتصاد إلى الأمن بوجه عام، بمعنى أن ما حدث مساء الخميس كان عبارة عن مقايضة الأمن بالسياسة والاقتصاد، حيث أعطت إيران للغرب أمنا نوويا، وحصلت في المقابل على وضع سياسي كبير وفك للحظر عن العقوبات الاقتصادية.هل سيعزز الاتفاق التواجد الإيراني في المنطقة العربية؟ بالتأكيد، الاتفاق أفرز مكاسب ليس لإيران فحسب بل لكل شركائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله ـ الحوثيين ـ سوريا، ومن المؤكد أنه سيؤثر سلبا في مجريات عملية عاصفة الحزم، مع تواجد إيران القوي كلاعب رئيسي في المشهد اليمني.وما هي السيناريوهات التي تتوقعونها في خضم هذه المستجدات؟ أتوقع أن تسعى الدول العربية الكبرى إلى تطوير برامجها النووية، وعلى رأسها مصر والسعودية، في ضوء برنامجين نوويين في المنطقة، البرنامج النووي المكتمل في إسرائيل والمحتمل في إيران، وأتصور أن المملكة قد تستفيد من الخبرات الباكستانية في هذا المجال، باعتبار أن العلاقات السعودية ـ الباكستانية تشهد أعلى معدل لها في تاريخ التفاهم الثنائي بينهما.وماذا عن ظاهرة الصراع السني الشيعي التي استفحلت المنطقة؟ أعتقد أن هذا الاتفاق الإطاري أخرج المنطقة من حلبة الصراع المذهبي إلى ساحة النفوذ السياسي الواسع، بمعنى أن الاتفاق أخرج إيران متحدثة رسمية باسم دول الشرق الأوسط مجتمعة، وهمش كثيرا من دور القوى الأخرى مثل السعودية ـ مصر ـ تركيا، لذلك فليس غريبا أن تعلن تلك الدول انضمامها إلى تحالف عاصفة الحزم تخوفا من التمدد الإيراني ووضع حد لهذا النفوذ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات