شركات الأدوية العالمية تختار المصريين كفئران تجارب!

+ -

كشفت صجيفة فرنسية أن العديد من شركات الأدوية، ركَّزت تجاربها السريرية  مؤخراً في مصر بصفة خاصة، فيما لا يمتلك المرضى الذين يتم استخدامهم كحقول تجارب، الموارد المالية الكافية لتلقي العلاج، بينما لا يحظى أغلبهم بالتأمين الصحي.وفي الأثناء تشهد مثل هذه الاختبارات السريرية ارتفاعاً واضحاً في مصر، خاصة منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية التي أعقبت سقوط حسني مبارك سنة 2011، بحسب صحيفة Géopolis الفرنسية.وبحسب مسح أجرته المنظمة السويسرية غير الحكومية "بابليك آي" في سنة 2016، باتت مصر ثاني أهم الوجهات التي تختارها شركات الأدوية متعددة الجنسيات لإجراء تجارب سريرية في القارة الإفريقية، بعد دولة جنوب إفريقيا.تجد شركات الأدوية أو الأطراف المتعاقدة معها ضالتها في العديد من المرضى الفقراء أو المعوزين، فضلاً عن أنها تحظى بمستشفيات مجهزة لإجراء اختبارات بتكلفة منخفضة، بالإضافة إلى إطار تشريعي أقل صرامة مقارنة ببعض البلدان الأخرى.ويُعد العلاج في بلد يعيش فيه 14% من السكان، لا يتجاوز مرتبهم دولارين في اليوم، ولا يحظى نصف السكان بالتأمين الصحي، شكلاً من أشكال الترف.ومن هذا المنطلق، يرى العديد من المصريين تجارب الأدوية بمثابة علاج مجاني، وهي حقيقة تدعمها المختبرات والهيكل الطبي المصري أيضاً.وعلى الرغم من أن موافقة المريض على إجراء هذه التجارب السريرية تعد أمراً أساسياً ولا مناص منه، وفقاً لما تنص عليه المعايير الأخلاقية الدولية، إلا أنه غالباً ما يتم القيام بهذه الخطوة بشكل ينافي جميع المعايير.ففي الواقع، لا يدرك المرضى دائماً المخاطر التي ينطوي عليها البروتوكول التجريبي، كما أنهم عادة ما لا يفطنون إلى إمكانية تجربة دواء وهمي عليهم.ولا يوجد قانون في مصر يُنظم سير ومراقبة التجارب السريرية، أي أنه لا وجود لقانون يُحمل مسؤولية هذه التجارب لأطراف معينة، بحسب منظمة "بابليك آي".وكان مجلس الشعب المصري قد رفض قانون التجارب السريرية الذي تقدم به النائب حسام بدراوي عام 2002، بحسب صحيفة الشروق المصرية.وفي عام 2012 أعلن مرة أخرى عن مسودة لقانون ينظم عملية التجارب السريرية، لكن تم حفظها في عام 2014.في المقابل، ومنذ تولي السيسي للسلطة في سنة 2014، لم يعد هناك تقريباً "أي إمكانية للاحتجاج ضد حالات سوء التنظيم"، أو الحوادث التي تقع في هذا الإطار.أما بالنسبة لمسألة مواصلة رعاية المرضى بعد الاختبارات، فغالباً ما لا تتم بالشكل المطلوب. وفي هذا الصدد، أوضحت صحيفة لوتون، أنه نادراً ما تضمن الشركات المصنعة توفير الأدوية بمجرد الانتهاء من الدراسة"، حتى في حال تحسن حالة المرضى خلال المرحلة التجريبية.وعلى الرغم من رصد 57 تجربة سريرية دولية، في فيفري سنة 2016، بمصر، إلا أن أكثر من نصف تلك الحالات تتعلق بتجربة علاجات السرطان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات