الحكّام والعدل الاجتماعي في الإسلام

+ -

 قال الفقهاء رضوان اللّه عليهم: “إنّ العدل المأمور به هنا هو العدل في النّفقة والقسمة ما يستطيعه الإنسان. وهذا هو سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يبذل غاية جهده ليحقّق العدل اللائق بين زوجاته في كلّ ما يتعلّق بأمور المعيشة والحياة، لكنّه كان بعد ذلك مع عصمته وسمو أخلاقه، يناجي ربّه عزّ وجلّ ويقول له: “اللّهمّ هذا قسمي في ما أمْلِك فاغفر ما تَملك ولا أملك”. وهو يقصد بذلك ميل القلب الّذي لا يستطيع المرء أن يتحكّم فيه، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يتحكّم في حبّه أو بغضه، ولذلك كان من دعوات الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم: “اللّهمّ يا مقلّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك”.إنّ اللّه يدعو الّذين آمنوا به وتعاقدوا معه أن يفوا بعقدهم وأن يرتفعوا إلى مستوى الدور الّذي ناطه بهم، دور القوامة على البشرية بلا تأثّر بالمشاعر الشّخصية والعواطف الذّاتية والملابسات العارضة في الحياة.. وهو تكليف ضخم، ولكنّه في صورته هذه لا يعنت النّفس البشرية ولا يحمّلها فوق طاقتها، فهو يعترف لها بأنّ من حقّها أن تغضب ومن حقّها أن تكره، لكن ليس من حقّها أن تعتدي في فورة الغضب ودفعة الشّنئان ثمّ يجعل تعاون الأمّة المؤمنة في البرّ والتّقوى، لا في الإثم والعدوان ويخوّفها عقاب اللّه ويأمرها بتقواه لتستعين بهذه المشاعر على الكبت والضّبط وعلى التّسامي والتّسامح، تقوى للّه وطلباً لرضاه.وهل أدركت أمّتنا هذه الحقائق في ميدان الضّمير وفي ميدان الحياة؟ وهل أغاثت الملهوفين من أبنائهـا وأطعمت الجائعين وآوت المحتاجين ونصرت المظلومين المقهورين؟ وكيف تستطيع على ذلك ولمّا تتّحد صفوفها وتطهّر معتقداتها؟ ألم يأن لها أن تستيقظ من سُباتها وتأخذ دروساً من هزيمتها؟ تلك الهزيمة الّتي جعلتها تلدغ من حجر واحد مرّات ومرّات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات