+ -

إنّ القرآن الكريم يأمرنا بالعدل في الكلام والمنطق، وبالعدل في الكتابة وفي الشّهادة، وبالعدل في الشّهادة على الوصية، وبالعدل حين الإصلاح بين الطّائفتين المتنازعتين من المؤمنين، ويوجب علينا العدل حتّى مع مَن نبغضهم من الكفّار ونكرههم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للّه شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ عَلَى أَنْ لاَ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللّه إِنَّ اللّه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة:8.ويأمرنا القرآن كذلك بالعدل في تقدير الجزاء المطلوب شرعًا في حالة اعتداء الحاج على الصّيد وهو مُحرم، لأنّ صيد البرّ في حقّ المُحرِم حرام إلاّ أن يتحلّل أو يتمتّع، قال تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}.والقرآن يشير إلى أنّ العدل قد يكون في بعض الأحيان شاقًا مرهقًا، يحتاج إلى قوّة وإرادة وشدّة عزيمة، وذلك كالعدل بين الزّوجات إذا تعدّدن لتدخل العواطف والمشاعر والانفعالات في الحياة العائلية، وهي عرضة للجموح والتقلّب والتّأثير، ولذلك يقول عن تعدّد الزّوجات: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَنْ لاَ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةٌ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} النّساء:3، ثمّ يعود في موطن آخر من السّورة نفسها فيقول: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَأنْ تُصْلِحُوا وَتَتّقُوا فَإِنّ اللّه كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} النّساء:129.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات