قمة عربية جديدة، وحرب تضاف إلى سجل الحروب العربية، فماذا بقي لنفخر به والعنف بمثابة الرغيف، وأكثر من دولة عربية معنية بمشروع التفتيت والتقسيم؟نعيش زمنا ميزته أنظمة تقايض التطور مقابل العنف في سبيل الدفاع عن مشروعها في البقاء في الحكم مهما كان الثمن. نعيش زمنا إذا حصل التغيير في بلد عربي فإنه يكون بالعنف والمزيد من الدم. العنف هو السند. وهو الوسيلة وهو الهدف. هو المبتدأ وهو النظرية. قضى على مساحات مشاريع البناء. فلم يعد أعضاء الجامعة العربية يتحاورون إلا باستخدام التهديد. لقد أصبح العرب عالة على بعضهم البعض. يجرون الفقر والتخلف والخمول، وتثقلهم ثروات تعد بمليارات الدولارات. نحن ظاهرة كونية، جمعت بين الغنى المفرط والفقر مع التخلف المعاق. نكتشف أن لدينا حقولا من الكبرياء وآبارا من الشهامة حين يتعلق الأمر بخلاف أو بتسوية قضية بين بلدين عربيين. ونكتشف بعد فوات الأوان، بمناسبة حرب خارجية على بلد عربي (العراق وليبيا) بأن الذين يقرأون بيانات بليغة في التنديد وتمطيط الأحلام، هم أقرب من قوى دولية، بنفس قدر بعدهم عن شعوبهم. هي أنظمة يجمعها الفقر إلى ود شعوب لم تعد تهتم لا بقمة، ولا ببيانات منفوخة بوعود لا تتحقق.أكبر كذبة تعيشها جامعة دول العرب تصميمها على استخدام أدبيات تشير إلى أخوة وإلى تعاون وإلى تفاهم بين الأنظمة. والواقع يثبت بأن ما تتحكم فيه شبكات المتحكمين في اقتصاد الميدان، أي السوق الموازية، وشبكات التهريب عبر الحدود، يفوق بكثير ما تنتجه العلاقات الرسمية من ثروة وقيمة مضافة. بل إن حركة الأشخاص والسلع بين بلد عربي وآخر هي أكثر ما تكون عسيرة مقارنة مع تنقل الأشخاص والسلع من الجنوب إلى ما وراء البحار شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.نشعر بوجود شيء يعطل مسيرة شعوب بأكملها. نشعر بوجود قوة خفية تشدنا حتى نبقى كمجتمعات نستنشق العنف ونسبح به.جاء الربيع العربي، واحتوته حقائق الواقع. فالشعوب عبرت عن تطلعها إلى ما هو أفضل. لكن حكم الواقع كان أقوى. لتظل الأحوال بعيدة عن آمال استحداث نهضة مدنية، على الأقل على المدى المتوسط.لقد اجتمع قادة الجامعة ولم يقدروا على تجنب تفتيت أطرافها شرقا أو غربا. اجتمعوا ليقفوا على خرابها. يتطلعون إلى أمن لا تأتي به عصا التهديد. يجتمعون ومدرستهم غير قادرة على إنتاج البديل الفكري ولا المعنوي. فحلم المتعلمين افتكاك فرصة وراء البحر. فما يجدونه في بلدانهم مجرد وعود. يتعلمون بصعوبة كبيرة، ومن ينجح ويتفوق يكتشف بأن المسار المهني مكتوب على لوح العلاقات، ومشدود إلى حبال الانتماء. فالتعليم ليس معيارا للنجاح أو التألق. ويكتشفون مع مرور العمر أن الذكاء غير قادر على مواجهة الخبث. هي حالة تعيشها دول الجامعة العربية. وأضحت سجينة لها[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات