+ -

على أي وتر يعزف الرئيس عباس بمطالبة “عاصفة الحزم” لأن تمتد إلى فلسطين كما تفعل في اليمن؟ الرجل يعزف على وتر استخدام القوة العسكرية لحل النزاعات في مكان الحلول السياسية, وبالذات حين تكون النزاعات عربية داخلية، بينما يبحث عن حلول سياسية حين يكون النزاع مع المحتل الغاصب، كنت أتمنى عليه أن يطالب “عاصفة الحزم” بمواجهة العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، ولكنه للأسف لم يرزق شرف الكلمة ولا حصافة الحديث.في اليمن ثمة اعتداء واضح على الشرعية الدستورية، مع رفض للحوار لحل الأزمة، ومن ثمة كانت عاصفة الحزم انتصارا للشرعية، وعليه ماذا تسألون أبو مازن؟أين هي شرعيتك الدستورية؟ لقد انتهت الفترة القانونية لولايتك منصب الرئيس، ولم يعد لك شرعية دستورية، حتى تضع نفسك في مكان شرعية هادئ؟ وكنت أنت أول من تمرد على شرعية الانتخابات التي جاءت بحكم حماس؟، وكنت أنت من كرس الانقسام بتشكيل حكومة فياض خلافا للدستور، وحين قبلت حماس بحكومة توافق وطني، وضحّت بمصالحها من أجل إنهاء الانقسام، وضعت العراقيل أمام عمل الحكومة. برأيك هل القادة العرب أخذوا مطالبة عباس على محمل الجد وسعداء بكلمته؟عباس يريد استخدام الطيران العربي لضرب غزة ودول عربية أخرى، وكأن القادة العرب ليست لديهم الحكمة الكافية في اتخاذ القرارات الكبيرة، أنا متأكد أن القادة العرب لم يكونوا سعداء بكلمته في هذه النقطة، ولا أعتقد أن فلسطينيا حرا كان سعيدا بهذه المزايدات التي تبحث عن تأجيج النار في العواصم العربية، فتبدو فلسطين في نظر العرب مفرّقة لا مجمعة لكلمة العرب، لو كنت ناصحا لعباس لقلت له: دعك من العواصم العربية الأخرى، وتذكّر تجربة الكويت والعراق دائما.كشفت القمة العربية عن مجموعة من المفارقات، منها إنشاء قوة عربية للتدخل السريع ضد الإرهاب، هل ستضرب إرهاب اسرائيل؟الطيران العربي لم يتدخل يوما لصالح فلسطين ضد اليهود منذ خمسين عاما، وهنا نسأل هل القوة المشتركة تحصر عملها داخل العواصم العربية، أي ضد إرادة التغيير الشعبية، أم أنها ستعمل ضد إسرائيل لتحرير الأراضي العربية المحتلة، هذه قوة هي في رأي بعض المهتمين لحماية الخائفين لا لتحرير المظلومين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات