الحكمة والموعظة الحسنة والصّفح الجميل، انطلاق يقتضي أن يكون الدّاعي إسلامًا يمشي على الأرض، لا تتناقض أسراره وسلوكه ولا أقواله وأفعاله، انطلاق يقتضي حتميًا إعداد جيل يكون المجتمع الإسلامي ويدافع عن الحقّ وأهله ولا يخاف في الله لومة لائم.. وما نهض الرّسول الكريم بالدّعوة جهرًا إلاّ بعد أعوام وما أمر أصحابه الكرام بالجهاد وحثّ عليه ورغّب فيه إلاّ بعد أن بنى في النّفوس صرح العقيدة وحصنه من داخله وخارجه بحصون الأخوة الصّادقة في الله جلّ علاه..فإذا لم تتحقّق هذه المبادئ وهذه المشاعر في القلب والحياة، فالإيمان لا يتحقّق، إيمان الّذين يُخادعون الله وهو خادعهم، إيمان الّذين يهاجرون لامرأة أعجبوا بحسنها، إيمان الّذين يمكرون والله خير الماكرين..ويشير الإمام الشّهيد سيّد قطب رحمه الله في الظّلال إلى هذه الحقيقة ويقول: ”إنّ العقيدة الدّينية فكرة كلية تربط الإنسان بقوى الكون الظاهرة والخفية وتثبت روحه بالثّقة والطّمأنينة، وتمنحه القدرة على مواجهة القوى الزّائلة والأوضاع الباطلة، بقوّة اليقين في النّصر، وقوّة الثقة في الله تعالى وهي تفسّر للفرد علاقاته بما حوله من النّاس والأحداث والأشياء، وتوضّح له غايته واتّجاهه وطريقه، وتجمَع طاقاته وقِواه كلّها، وتدفعها في اتّجاه، ومن هنا كذلك قوّتها. قوّة تجميع القوى والطّاقات حول محور واحد وتوجيهها في اتّجاه واحد تمضي إليه مستنيرة الهدف في قوّة وفي ثقة وفي يقين”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات