38serv

+ -

شخص أعار لصديقه شيئًا، وما حصل هو أنّ هذا الصديق تصرّف في تلك الأمانة وغيّر فيها دون إذن من مالكها الأصلي، فما الحكم؟ إنّ الإسلام دين يدعو إلى حفظ الحقوق وإلى تحقيق العدل على هذه الأرض، ويحذر من الظلم والإفساد والبغي بغير الحق، والأمانة من الحقوق الواجب حفظها وإرجاعها إلى أصحابها على أكمل حال لها، قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} النساء: 58.فالله يأمر عباده المؤمنين بأداء الأمانات إلى أهلها، والأمر هنا للوجوب، فمَن ضيَّع الأمانة فهو مستحق للإثم الّذي يستوجب غضب الله سبحانه وتعالى من عبده المذنب حتّى يتوب وينيب إلى ربّ العالمين. وقد ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث أنّ تضييع الأمانات من صفات المنافقين، فليحذر المؤمن من أن تكون فيه خصلة من النِّفاق الّذي يتعذّب به أصحابه في الدرك الأسفل من النّار، قال تعالى: {إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} النساء: 145.والتّصرّف في الأمانة دون إذن صاحبها ومالكها هو تضييع لها ودليل على عدم الحفاظ عليها، ومَن فعل هذا فعليه بالتوبة إلى الله وكثرة الاستغفار، وعليه أن يعلم أن صاحب الأمانة بحقيقة الأمر، وأن يطلب منه الصفح والعفو، وإن كان إصلاح الوضع ممكنًا بإرجاع الأمانة إلى ما كانت عليه فذلك أولى، والله أعلم.هل يجوز الدعاء للميت أمام قبره؟ تجوز زيارة المقبرة لأجل تذكّر الموت ولأجل العظة والاعتبار، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”كنتُ قد نهيتُكم عن زيارة القبور، ألاَ فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة” رواه الحاكم وأحمد.أمّا أن تُزار القبور لأجل التبرك بالصّالحين أو بدعائهم وطلب الرزق منهم، فإنّ هذا شرك ما أنزل الله به من سلطان، وقد قال سبحانه وتعالى: {إنّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشرَك به ويغفِرُ ما دون ذلك لمَن يشاء} النساء:116.أمّا الدعاء للميت أمام قبره فجائز لما ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا فرغ من الدفن وقف على القبر وقال: ”استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنّه الآن يُسأل” أخرجه أبو داود.شخص كان يسوق السيارة على الجهة اليمنى، فانحدرت به السيارة إلى الجهة اليسرى فاصطدم بسيارة أخرى مات سائقها إثر الاصطدام، ولمّا استفسرت الشرطة عن سبب الحادث أنكر السّائق الّذي تسبّب في موت ذاك الشّخص وأنكر صديقه الّذي كان يركب معه؟ إنّ ما وقع فيه هذا الشخص هو القتل الخطأ يتعلّق به حقّان، حق لله وحق للعبد، أمّا حق الله فهو صوم شهرين متتابعين، أمّا حق العبد فهو الدية، وكذب هذا الشخص مع صديقه من أجل إخفاء المتسبّب الحقيقي في الحادث يعتبر تهرّبًا من دفع الديّة الّتي إن لم يدفعها فستبقى في عنقه إلى يوم القيامة.ومقدار الديّة هو 1000 دينار ذهبي، أي ما يعادل 4 كلغ من الذهب، وهي محل تفاوض بين القاتل خطأ وأهل المقتول.فعليك أن تصارح بالحقيقة لأهل الميت، على الأقل، لتفاوضهم حول الديّة، فإن رفضوا التنازل عنها وجب عليك دفعها لتبرئ ذمّتك في الدنيا قبل الآخرة، وللعائلة أن يشاركوا في دفعها، هم وأهلك وأهل حيّك وأهل عشيرتك وأهل ولايتك، وهكذا..وعلى صاحبك أن يتوب إلى الله وأن يعينك على تصحيح الخطأ.ء

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات